وهذا من تحقيق العبودية لله -عز وجل-، كما قال -جل جلاله-: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} أي: نستعين بك على عبادتك، ومعنى الحول: الحيلة، والقوة، ولما سئل عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- عن معنى: (لا حول ولا قوة إلا بالله) قال: (لا حول عن معصية الله إلا بعصمة من الله، ولا قوة على طاعة الله إلا بمعونة الله)، ومما جاء في فضائلها قوله -صلى الله عليه وسلم- لعبد الله بن قيس -رضي الله عنه-: (ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟) فقال عبد الله: بلى يا رسول الله، قال: (قل: لا حول ولا قوة إلا بالله) رواه البخاري. وعن حازم بن حرملة -رضي الله عنه- قال: مررت بالنبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: (يا حازم أكثر من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله، فإنها من كنوز الجنة) رواه الترمذي. وعن سعد بن عبادة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال له: (ألا أدلك على باب من أبواب الجنة؟) قال، قلت: بلى يا رسول الله، قال: (لا حول ولا قوة إلا بالله) رواه الترمذي. فما أيسر العمل، وما أعظم الثواب، وهذا كنز من كنوز الجنة، وباب من أبوابها قد فتح بين يديك –يا عبد الله– فالبدار البدار قبل فوات الأوان ولا حول ولا قوة إلا بالله.