سجلت ورشة الفلسفة المنبثقة عن الملتقى الوطني حول تعليمية المواد والتعديل البيداغوجي، المنظم من قبل المفتشية العامة للبيدغوجيا بوزارة التربية الوطنية يومي 28 و29 من جانفي الفارط بالأغواط، ضرورة التمييز بين ما هو أساسي وثانوي وتوظيف الموارد التي تخدم الكفاءات المرصودة في المنهاج، بمعنى تحديد الإشكاليات المركزية التي يمكن أن تكون موضوعا للبكالوريا، ومثال ذلك درس الذاكرة والخيال، الذي لا يمكن فيه الاستغناء عن النظريات المفسرة لطبيعة الذاكرة مع استغلال بعض حصص أنشطة المنهاج لتدارك التأخر في تنفيذ البرامج.
ودعا أعضاء الورشة المشار إليها، إلى تحسين وضع تدريس المادة، بإحداث خلايا بحث متخصصة في تعليمية المادة، واعتماد إستراتيجية وطنية للتكوين المستمر قصد توحيد الأساليب التربوية، بما يتفق مع المعالم الكبرى للإصلاح، وتحيين المناهج والمعارف الفلسفية، قبل تمكين المفتشين من دورات تكوينية داخل وخارج الوطن، وتفعيل دور اللجان الجهوية البيداغوجية للمادة.
أما ممثل ورشة العلوم الإسلامية، فقد أعطى صورة واضحة، عن كيفية التعامل مع الوحدات المتبقية في المادة، مع تأكيد التطابق بين المنهاج ومحتوى الكتاب المدرسي، من منطلق أن جميع العناصر المفاهيمية المعتمدة في المنهاج، والمتضمنة في الكتاب مناسبة.
كما اتفق أعضاء ورشة مادة التاريخ والجغرافيا، على وجوب تهدئة التلاميذ، وطمأنة الأولياء، وشرح وتوضيح المنهاج والكتاب وإبراز العلاقة بينهما، في إطار العملية التعليمية التعلمية، مع تسجيل تقاطع ملحوظ بين المنهاج والكتاب المدرسي، بنسب تصل إلى 75 بالمائة.
واقترحت ورشة علوم الطبيعة والحياة - كأرضية للملتقى الوطني المقبل - رصد وتشخيص مراكز الاهتمام والمشكلات لدى الأساتذة ومواطن الإبهام والغموض لدى التلاميذ، وكذا تحديد الوضعيات المدرجة في الكتاب المدرسي، من التي تخدم الكفاءات المسطرة في المنهاج، وتقديم توضيحات حول الأنشطة المقترحة في المنهاج والتي لم تدرج كسند وثائقي في الكتاب، والعكس كذلك، مع مراعاة الفروق الفردية بين الأفواج التربوية، وتكييف وتيرة الأداء التربوي، وفق ما يتلاءم وتلك الفروق، مع إعادة النظر في توزيع الوحدات، إن اقتضى الأمر فيما تبقى من المنهاج حسب الحجم الساعي المتبقي.
وأوصى أعضاء ورشة اللغة العربية، تعديل الممارسات الصفية والتحديد الدقيق للموارد التي يوفرها الكتاب المدرسي ولا يمكن الاستغناء عنها، مؤكدين إمكانية إتمام البرنامج إذا تجسدت، المرافقة الدورية للأساتذة من أجل تنمية التحضير الوظيفي المسبق للدروس، وتفادي التصرفات غير البيداغوجية التي تؤدي إلى هدر التوقيت الدراسي، مع ممارسة حرية التصرف في الأسئلة المقترحة في الكتاب المدرسي بما يساعد على إنماء الكفاءة المستهدفة، وفق الحجم الساعي المخصص للحصة، إلى جانب استثمار وثيقة المخطط السنوي، لتدرج التعلمات واستثمار التوزيع السنوي للممارسة الصفية، والمعالجة البيداغوجية. كما اتفقت غالبية الورشات، على حث وتشجيع التلاميذ، على متابعة البرامج السمعية البصرية والمواقع الإليكترونية المهتمة بالتعليم، خاصة منها المسخرة من طرف الوزارة.