: " وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ " (سورة هود، الآية: 52 ) . فقوله عز وجل : " وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ " دليل على أن الاستغفار سبب في زيادة القوة والعافية، وقوله عز وجل في موضع آخر : " وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ "، فقوله عز وجل : "يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا" دليل على أن الاستغفار سبب في تمتع العبد ومن صور هذا التمتع الصحة والعافية والقوة .
وهذه بشرى أخرى لكل إنسان يطلب الولد والذرية الصالحة ودليل ذلك قول الله عز وجل : "فقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا "، ففي هذه الآية الكريمة عدة ثمرات فهي :
1) مغفرة الذنوب .
2) إنزال المطر وإخراج الرزق.
3) إكثار الله تعالى الأموال والأولاد.
4) جعل البساتين والأنهار.
قال عطاء في قوله تعالى : "وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ" أي يكثر أموالكم وأولادكم وقال ابن كثير : "أي أعطاكم الأموال والأولاد وفي الحديث : "ويرزقه من حيث لا يحتسب " والأولاد رزق من الله عزّ وجلّ ، ومن ثمرات الاستغفار أيضا تطهير القلوب فـ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله : "إن المؤمن إذا أذنب ذنباً كانت نكتة سوداء في قلبه؛ فإن تاب ونزع واستغفر صقل قلبه منها؛ فإن زادت حتى تغلّف قلبه فذلك الران الذي ذكره الله عز وجل في كتابه " كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ "، فالاستغفار سبب في طهارة القلب ونظافته وصقله وتطهيره من الذنوب والمعاصي والسواد والران.
من القواعد المتعارف عليها أن الوقاية خير من العلاج، وقد قال الحسن البصري - رحمه الله- : "يا ابن آدم تركك الذنب أهون من طلبك التوبة"، ومن ثمرات الاستغفار أن الله عز وجل جعله سبباً في رفع العذاب والعقوبة قبل وقوعهما مصداقاً لقول الله عز وجل : " وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ " (سورة الأنفال، الآية: 33 ) . قال أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه- كان لنا أمانان من العذاب ذهب أحدهما وهو كون الرسول فينا، وبقي الاستغفار معنا فإن ذهب هلكنا.. فالاستغفار أمان من الله لعباده.