وذلك بالمرور إلى الدّور الثاني من كأس إفريقيا وتجاوز حصيلة آخر مشاركة في دورة 2013 التي كانت مهزلة بالإقصاء من أول لقاءين، وسبق قبل ذلك أن تأهّل إلى نهائيات كأس إفريقيا وفي الصدارة على حساب منتخب مالي القوي. النّاخب الوطني ورغم الانتقادات التي تعرض لها بعد مباراة غانا إلا أنّه نجح في تجاوز مجموعة الموت، الأمر الذي من شأنه أن يبدّد عليه الضغط ويجعله يدخل مباراة ربع النهائي بمعنويات مرتفعة على أمل التقدّم إلى نصف النّهائي.
جاء ليتأهّل وليس ليحتسب عدد التمريرات ونسبة السيطرة على الكرة
ڤوركوف الذي تسلّم من حليلوزيتش قنبلة موقوتة مباشرة بعد كأس العالم، كان عليه أن يُدافع عن سمعة منتخب مونديالي وصل إلى الدّور الثّاني وأقلق ألمانيا البطلة، لكن المدرب السابق لنادي "لوريون" الفرنسي عرف كيف يمتص الضغط تدريجيا بهدوء كبير ويتأهل إلى النهائيات القارية التي غبنا عنها في دورة 2012، كما تجاوز مجموعة الموت التي وقع فيها "الخضر" في النهائيات. وقد بدا واضحا تصميمه رفقة المنتخب على التأهل والمرور إلى أدوار متقدّمة، لأنه جاء ليحقق النتائج وليس لأجل أن يحتسب عدد التمريرات كما كان يفعل حليلوزيتش صاحب الإقصاء الكارثي من كأس إفريقيا الأخيرة بعد لقاءين اثنين، لأنّ في منافسات مثل هذه لا تهمّ إلا النتائج وليس طريقة اللّعب ولا عدد الفرص المتاحة ولا نسبة السيطرة على الكرة بقدر ما تهم الفعالية الهجومية وتحقيق الانتصارات.
فوزان بفارق هدفين وولولا هدف "جيان" لكانت الحصيلة رائعة
وحقق المنتخب الوطني 6 نقاط وهو ما لم يحقّقه منذ دورة 1996، من خلال انتصارين كانا بفارق هدفين مع تسجيل 5 أهداف وتلقي هدفين (في دورة 2013 حقّقنا العكس أي تلقي 5 أهداف وتسجيل هدفين)، ومن المؤكد أنه لولا هدف "أسامواه جيان" في المباراة الثانية أمام غانا والذي جاء في (د90+3) لكانت الحصيلة رائعة بالخروج بـ 7 نقاط وبمشوار من دون خطأ. غير أنّ المهم أنّ المنتخب الجزائري تجاوز عثرة اللقاء الثاني منهيا السباق في الصدارة وبفارق +3 مقارنة بـ +1 التي تحصل عليها غانا، حتى وإن احتل الأخير المرتبة الأولى في النهاية بسبب قوانين "الكاف" التي تجبر على العودة إلى نتيجة اللقاء الذي جمع منتخبين في حال التساوي في عدد النقاط.
الانتقادات لم ترحمه بعد لقاء غانا لكنه عرف كيف يردّ عليها
ولم يرحم البعض كريستيان ڤوركوف الذي كان عرضة لانتقادات شديدة بعد لقاء غانا، مع أنّ كثيرين حللوا المباراة وفق النتيجة وليس وفق أحداثها وما جرى فيها، وهي المباراة التي لم يكن فيها "الخضر" سيئين وكانوا قادرين بسهولة على الخروج بالتعادل لولا لم يفرطوا في الحذر ويقتنعوا بالتّعادل. وقضى ڤوركوف أياما صعبة بعد لقاء غانا، فإضافة إلى وقع الهدف القاتل فقد كانت والدته قد ووريت التراب في فرنسا وهو غائب، لكن المؤكد أنه عرف كيف يردّ أمام منتخب سنغالي محترم ويملك لاعبين من أعلى مستوى، فاز عليهم بثنائية وفرض عليهم العودة إلى داكار في أول طائرة.
الطوغو أرسلتنا في أول طائرة إلى الدّيار وهذه المرة مجموعة الموت لم تقتلنا
وأقصى المنتخب الوطني أيضا منتخب جنوب إفريقيا الذي لم ينهزم في 11 مباراة متتالية، بالفوز عليه بثلاثية لواحد وهي أكبر خسارة لهذا المنتخب في الدّورة، فضلا عن إرسال منتخب السنغال الذي رشحه البعض للتتويج إلى الديّار، بينما كنّا في دورة 2013 وقعنا في مجموعة أسهل مع تونس التي هزمتنا والطوغو التي قادتنا إلى الديار في أول رحلة لنلعب لقاء كوت ديفوار كمباراة شكلية دون معنى. واستحق الحياة في مجموعة الموت هذه المرة من بذل أكبر مجهود وكان في الموعد خلال المباريات الثلاث التي كانت صعبة جدا وحُسمت أغلبها في الأشواط الثانية.
صاحب القوة الهادئة يبدّد الضغط وربع النهائي اختبار جديد
النّاخب الوطني الذي ليس من هواة الأضواء ولا الفوضى الإعلامية، رجل هادئ يعمل في صمت ولا يفضّل أن يتكلّم كثيرا وإن تكلم فليس لرشق أحد أو اتهام آخر أو اصطناع حرب إعلامية، استطاع في كل الحالات أن يبدّد الضغوط الكبيرة التي تعرض لها وذلك بتجاوزه الدّور الأول، فيما سيدخل "الخضر" مباراة الدّور ربع النهائي بضغوط أقل وبيوم راحة إضافي على أمل تجاوز عقبة هذه المباراة. وستكون المباراة المقبلة اختبارا جديدا للنّاخب الوطني الذي يسعى من خلاله إلى التّأهل، وهو ما يمرّ عبر تصحيح النقائص والأخطاء والجاهزية البدنية مع التوظيف المناسب للاعبين وكذلك لخطة اللّعب.