أثار انتشار الإصابة بفيروس الأنفلونزا القاتلة مؤخرا، حالة من الهلع والخوف لدى الجزائريين، في وقت تضاربت آراء المختصين في تشخيص الفيروس ما بين أنفلونزا الخنازير" إتش وان إن وان" والأنفلنوزا الموسمية الحادة، وما بين هذا وذاك يحذّر المختصون من الأنفلونزا الموسمية شديدة الحدة التي قد تتسبب في الوفاة إذا كان المريض مصابا بمرض مزمن أو طاعنا في السن أو كانت المرأة حاملا.
وفي هذا السياق، أكد رئيس المجلس الوطني لمهنة الطب وعمادة الأطباء الجزائريينبركاني بقاط، على أن الفيروس المنتشر حاليا في الجزائر والذي أودى بحياة 15 شخصا،هو فيروس الأنفلونزا الموسمية، وشرح أن هذا الفيروس شديد الحدة هو نفسه فيروس "اتش وان أن وان" لكنه أقل خطورة منه، باعتبار أن هذا الفيروس يتطور من سنة إلى سنة.
وقال بقاط بأن الفيروس الحالي هو نوع من أنواع الأنفلونزا الموسمية الحادة والذي تسببفيه التغير المناخي الذي عرفته الجزائر مؤخرا، حيث أن الخريف كان دافئا وموجة البردالتي أعقبت الحرارة تسببت في تطور فيروس الأنفلونزا الموسمي، حيث تسبب الفيروس معالبرد الشديد في شل الدفاع الذاتي في جسم الإنسان وعمل القصبات الهوائية ما جعلالفيروس ينتشر ويتسبب في الوفاة إذا ما اقترن مع إصابة المريض بأمراض مزمنة.
وشددَ ذات المتحدث على أن سبب انتشار وباء الأنفلونزا هو تردد المواطنين في التلقيحرغم توفر اللقاحات في الصيدليات، كما أرجع ذلك لنقص الحملات التحسيسية للتوعيةبخطورة فيروس الأنفلونزا الذي يتطور من سنة إلى أخرى، وأشار بقاط إلى أن حالات الوفاةبسبب الأنفلونزا الحادة موجودة منذ سنوات في المستشفيات لكن لم نكن نسمع بها مثلالآن.
ونصح محدثنا المواطنين بأخذ الحيطة والحذر أكثر من انتشار هذا الفيروس الذي قد يكونقاتلا إذا تزامن مع الإصابة بأمراض مزمنة أو لدى كبار السن والنساء الحوامل، وأكد علىضرورة أن يستشير المريض الطبيب بمجرد الإحساس بأعراض الأنلفونزا من ارتفاعحرارة الجسم وإعياء وأخذ عطلة مرضية وعدم الاحتكاك بالآخرين سواء في المنزل أوالعمل حتى لا تنقل العدوى لهم.
من جهته، الدكتور رشيد حميدي قال لـ "الشروق"، بأن الأنلفونزا مهما كان نوعها فهيفيروس خطير وإذا تطور قد يشكل خطرا على حياة الإنسان، وأشار إلى أن فيروس انلفونزاالخنازير تطور من سنة إلى أخرى وأصبح يشكل خطورة بسبب انتقاله من شخص إلى آخروهي نفس الأعراض التي قد يسببها فيروس الأنلفونزا الموسمية الحادة التي دخلت الجزائرمؤخرا، مؤكدا بأنه يجب على أي شخص تظهر عليه أعراض الحمى والإرهاق الشديد،خاصة بالنسبة للنساء الحوامل وكبار السن والمرضى المصابين بأمراض مزمنة "القلب،السكر، ضغط الدم" الاتصال بالطبيب فورا.
وقال محدثنا "يجب التخلي عن التفكير النمطي لدى الجزائريين وكذا العادات السيئة منشراء الأدوية دون طبيب لدى الصيدليات"، معتبرا أن بعض الأدوية التي توصف لعلاجالزكام لا تنفع مع فيروس الأنفلونزا الحاد ليقول: "يجب التفريق بين الزكام والأنفلونزا"،مضيفا "الأنفلونزا تصاحبها حمى غير عادية وتعب شديد وحتى بعض الأعراض التي تصيب الجهاز الهضمي (الإسهال، التقيؤ)".