قال: في يوم من الأيام كنت بحاجة إلى مبلغ من المال فبحثت فلم أجد إلا عشرة دنانير هي ما بقي لي من المرتب الشهري، والشهر لا يزال في منتصفه، فأخذت أفكر في كيفية الحصول على المال فعجزت، فخطر على بالي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنفق يا ابن آدم ينفق عليك» [رواه البخاري]، فقلت في نفسي ليس لي سوى طرق هذا الباب فقمت مسرعا بالذهاب إلى إحدى اللجان الخيرية وتبرعت بجميع ما أملك وهو عشرة دنانير وكلي يقين بأن الله عز وجل سيعوضني خيرا منها، وبت ليلتي وأنا مطمئن النفس هادىء البال، وفي الصباح ذهبت إلى مكان عملي وأنا منشرح الصدر مرتاح، وجلست على الكرسي أقلب بالأوراق التي على المكتب أنجز فيها بعض الأعمال المطلوبة مني، وبعد مدة بسيطة رن جرس الهاتف فرفعت السماعة وإذ على الطرق الآخر (أمين الصندوق) يحدثني قائلا:
- "تعال يا أخي واستلم مكافأتك".
قلت: "أي مكافأة؟!"
قال: "مكافأة أعمال ممتازة، هيا بسرعة ولا تتأخر".
وضعت السماعة وجلست على المقعد وأنا في فرحة عظيمة ودعوت الله عز وجل أن يكون لي الأجر في الآخرة كما عوضني في الدنيا.
ذهبت لأستلم المبلغ وإذا هو أكثر من مئتي دينار!!
هذا من ثمار الصدقة والتوكل على الله تعالى وطلب ما عند الله والاستغناء عما عند الناس، وبذل المال في سبيل الله له نتائج طيبة في الحياة الدنيا من بركة في العمر والرزق وصلاح الذرية والحفظ من الآفات.
وفي الآخرة الثواب الجزيل وما عند الله باق وما عندكم ينفد.
قال الله تعالى: {قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (39)}(1).
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قال الله عز وجل: أنفق أنفق عليك» (2).