في وجه الخطيب ومنعه من الارتباط بابنتهم، وهو الأمر الذي يدفع بالفتاة في بعض الأحيان إلى الدخول في صراع مع أهلها وبالأخص مع والدتها التي تعتبر في الكثير من الأحيان أن عريس المستقبل قد جاء لأخذ ابنتها منها·قمنا بجولة استطلاعية ببعض شوارع العاصمة والتي نجدها في كثير من الأحيان تعج بالنسوة، تقربنا من البعض منهنَ ولم يكن من السهل أن نلتقي من عايشنَ المشكل، أمهات رفضن تزويج بناتهن في سن مبكرة وفوتن عليهن فرصة الاستقرار لأسباب متعددة على رأسها رفض الوضعية المادية للخاطبين واشتراط السكن والمهر الغالي كلها أسباب أحجمت الشباب عن فكرة الزواج التي يروها صعبة في الوقت الحالي·
أول من استجوبناها كانت سيدة تبلغ من العمر 45 سنة أم لثلاثة أطفال عاملة في سلك الصحة منحدرة من بلدية سطاوالي، قالت وهي تتأسف (زوجت ابنتي وهي تبلغ من العمر17 ربيعا، ندمت بعض الشيء على موافقتي ذاك لأني لم أرها منذ 3 سنوات لأنها تقطن في ولاية تبسة، وصل بي الأمر إلى أني لم أعرف ابنتها التي وضعتها السنة الفارطة، فهي تتصل بي هاتفيا فقط، فأنصح كل أم أن لا تتسرع في تزويج ابتنها وهي صغيرة في السن لأنها ستفتقدها كثيرا)·
بعد أن سمعنا رأي إحدى الأمهات في الموضوع أردنا أن نعرف رأي الأوانس فيه، لذلك أردنا أن نتقرب من الآنسة منال صاحبة الـ 24 سنة، طالبة في الجامعة، التي عبرت عن رأيها قائلة (أمي تمنعني من الزواج فكلما أتى شخص لطلب يدي ترفضه بحجة أني لا زلت طالبة ولا يجدر بي الزواج قبل أن أنهي دراستي، وفي نفس الوقت ترفض أن أرتبط بزوج وأواصل مشواري الدراسي، لكن بدون جدوى فهي تواصل الرفض وتوبخني في كل مرة قائلة (خصك غير الزواج لو كان تهتمي بدراستك ماشي خير)، ومن هنا أدركت أن أمي أنانية تحبني لأكون لها لوحدها فقط لا تريد أن يتقاسمني شخص آخر معها فالدراسة ما هي إلا سبب)·
ولكن المؤلم في الأمر أن هناك بعض الأمهات اللواتي يتسببن في عنوسة بناتهن وهو حال دلال صاحبة الـ 40 ربيعا التي أخبرتنا أن والدتها سبب في عنوستها، فقالت (أعاني من العنوسة وسبب تعاستي للأسف هي أمي فهي التي منعتني من الزواج من شخص أحببته فكان يصر على طلبه لكن أهلي لم يقبلوا به بحجة أنهم يرفضون إقامتي مع أمه بعد الزواج، ومع هذا الرفض المتكرر قام بالهجرة إلى الخارج ومن ذالك اليوم تذمرت حياتي بشكل نهائي وقررت العزوف عن الزواج فلم أعد أقبل بأحد مادام أن تقرير مصيرنا مرتبط بأمهاتنا ما عسى أن نفعل نرضى بـ (مكتوب الله)·
وللاستفسار أكثر عن الموضوع ربطنا اتصالا هاتفيا بالدكتورة (سميرة فكراش) مختصة في علم النفس، والتي أوضحت لنا أن الأمر يحدث عند أغلب الأمهات اللواتي يفرطن في الرعاية والحماية اتجاه أبنائهن خاصة البنت، التي نعرف أن لها علاقة جد وطيدة مع أمها ففي رأي هذه الأخيرة أن الحبل الصري لم يقطع بعد فسواء كان عمرها 20 أو 40 سنة تنظر إليها أنها دائما طفلة، لهذا نراها تبحث عن الشروط التي تعرقل العلاقة الزوجية حتى لا يمكن لشخص آخر أخذها منها فتنظر إليها بمثابة استثمار أي كل الأشياء التي قدمتها من أجلها منذ الولادة، ضف إلى هذا فالفتاة عندما تتزوج وتنجب تشعر الأم أنها فقدت دورها كأم وأصبحت جدة لها أحفاد، فالغيرة شيء طبيعي عند كل أم، وهي غيرة الحب ولا تحمل انعكاسات سلبية·
كلمات دلالية :
الخطوبة، الأسرة