توفيت، ليلة الأحد، بغرداية سيدة تبلغ من العمر 55 سنة، اختناقا بالغاز المسيل للدموع، فيما استبعدت مصادر أخرى فرضية الموت اختناقا. وهي ثاني ضحية في أقل من 24 ساعة في انتظار انتهاء عملية تشريح الجثتين وتقرير الطب الشرعي، فيما جرح 40 شخصا بينهم 08 من رجال الدرك الوطني الأحد.
أسفرت المواجهات عن تخريب عدة منازل وسيارات ومحلات تجارية في معارك متبادلة بين المالكية والإباضية في كل من أحياء حي الحفرة وحي سالمو عيسى وحي باب الحداد، وسط المدينة مع وصول تعزيزات مشددة من قبل رجال الدرك الوطني إلى عين المكان.
وتعرضت 07 منازل و5 سيارات للحرق المتعمد وتهجير 10 عائلات، أين تفاجأ العشرات من المصلين برشقهم بالحجارة من أعالي سطوح المنازل والمحلات التجارية لتستمر المواجهات بين مجموعة من الملثمين ورجال الدرك الوطني إلى غاية ليلة الأحد في مشاهد مؤسفة وسط إغماءات بين السكان بسبب كثافة الغاز المسيل للدموع.
وتمكنت مصالح الدرك الوطني من توقيف 18 شخصا في حالة تلبس أثناء الأحداث حسب مصادر أمنية يجري التحقيق معهم حاليا.
من جهة ثانية، أثار التخريب الذي طال منازل حي بابا الحداد غضب السكان لتتسع رقعة الاحتجاجات بحي سالمو عيسى القريب من حي الحفرة، الذي شهد مشادة عنيفة بين المتساكنين أسفرت عن حرق 15 منزلا، فضلا عن سقوط عشرات الجرحى وتهجير عدد معتبر من العائلات.
وحسب مصادر "الشروق"، فقد امتدت أعمال التخريب والحرق إلى محيط قصر غرداية، وسط تعزيزات مشددة من طرف مصالح الدرك الوطني التي ضاعفت من قواتها في الأحياء التي كانت مسرحا للمعارك الليلية.
وطالبت فعاليات المجتمع المدني بغرداية السلطات العليا في البلاد بفتح تحقيق حول دواعي تجدد الأحداث، رغم مساعي السلم التي ترسخت مؤخرا بين الطرفين.
وحسب تصريح الأمين العام لولاية غرداية، في ندوة صحفية عقداها أمس بمقر الولاية، حضرتها "الشروق"، فإن حصيلة الأحداث على مدار اليومين الماضيين تمثلت في حرق 03منازل و04 سيارات، فيما لم يجب عن بقية التفاصيل وحتى عدد الجرحى، نافيا سقوط قتلى أثناء المواجهات، واكتفى بتقديم معلومات يعتقد الكثير أنها بعيدة عن مجريات الأحداث الميدانية، مكتفيا بالقول نحن نتابع الأحداث ونحن نتابع الوضع عن كثب.