جرحى ومنازل منهارة وفرار جماعي من البيوت بالبليدة

تحركت من جديد الطبقات الأرضية التحتية بالأطلس البليدي من جديد في حدود الساعة السابعة مساء، 5 كلم جنوب مدينة بوينان بولاية البليدة، نجم عنها هزة أرضية بلغت شدتها 4.5 درجات على سلم ريتشر، حسب مركز البحث في علم الفلك والفيزياء الفلكية والجيوفيزياء "كراغ".

تسببت الهزة في هروب جماعي للعائلات وتشققات خطيرة في مبان بعدة بلديات شرق البليدة على غرار بوڤرة، بوفاريك، بوينان، الشبلي، حمام ملوان، الأربعاء، ناهيك عن انهيار صخري وجبلي بمنطقة الماقرونات الذي تسبب في غلق الطريق الوطني رقم 61 الرابط بين بلديتي حمام ملوان وبوڤرة ما أدى إلى عزل سكان بلدية حمام ملوان عن المناطق المجاورة. 

مواطنون يرفضون العودة إلى منازلهم 

تدخل الجيش الوطني الشعبي من اجل فتح الطريق الوطني رقم 61 الرابط بين بلديتي حمام ملوان وبوڤرة، بعد ما سدته الصخور والأتربة التي انهارت من أعالي الجبال المحاذية للطريق، عند النقطة المرورية المعروفة بـ"الماقرونات"، بسبب الهزة الأرضية التي ضربت المنطقة من جديد، ما ادى إلى عزل بلدية حمام ملوان عن المناطق المجاورة، ما حتم على فرق التدخل ووحدات الحماية المدنية سلك الطريق الثاني عبر حي تابينت للوصول إلى حمام ملوان ومقطع الأزرق لنقل الجرحى والتكفل بالمصابين.  

وتسببت الهزة الأرضية التي ضربت مدينة الشبلي والمناطق المجاورة لها، في حالة من الفوضى والخوف والهلع وسط سكان الشبلي وحمام ملوان وبوينان وبوفاريك والاربعاء، حيث تم احصاء 41 شخصا استقبلتهم الوحدات الاستشفائية بكل من  بوڤرة والشبلي "27 شخصا ببوڤرة" و"14 شخصا بشبلي"، فيما عرفت تلك المناطق هروبا جماعيا للعائلات من مساكنها رافضين العودة اليها رغم التطمينات بحركة الأرض الطبيعية وانها مجرد هزة ارتدادية للهزة القوية التي عرفتها المنطقة صبيحة يوم الثلاثاء الماضي بقوة 4.9 درجات على سلم ريتشر، وتحركت سيارات الإسعاف التابعة للمستشفيات والحماية المدنية ونقلوا مصابين إلى المشافي، اين تم تسجيل كحصيلة أولية للحماية المدنية إصابة 08 اشخاص بجروح متفاوتة الخطورة واغماءات و صدمات نفسية حادة بين كبار السن والحوامل، نقلوا إلى المؤسسة الاستشفائية ببوڤرة، وتسببت الهزة في تسجيل تشققات وسقوط جدران في البنايات العتيقة والعمارات بحي 32 مسكنا ومحتشد البرج ببلدية حمام ملوان وبحي الحساينية وتابينت في بوينان وبحي الإخوة حمادوش والوزري ببوفاريك، وتميز الوضع عموما بانتشار الخوف الشديد الذي ظهر على ملامح الناس، والبقاء خارج مساكنهم يترقبون اي حركة جديدة في طبقات الأرض.

من جهة ثانية، اعتصم العشرات من سكان بلدية حمام ملوان الذين تضررت مساكنهم، بعد مرور دقائق معدودة عن الهزة الأرضية التي عرفتها المنطقة امام مقر دار البلدية، حيث طالبوا السلطات المحلية بترحيلهم الفوري من مساكنهم التي تضررت وانهارت اجزاء منها بسبب الهزات الأرضية المتواصلة التي عرفتها منطقتهم، المتضررون وفي لقائهم بالشروق اليومي أعربوا عن مدى غضبهم الشديد جراء سياسة التماطل التي تمارسها السلطات الوصية في ترحيلهم إلى مساكن آمنة تحفظ سلامتهم، وفي هذا السياق صرح لنا عمي سليمان "لست ادري ماذا تنتظر السلطات المعنية من اجل ترحيلنا... هل تريد إخراجنا من حمام ملوان أمواتا وتسكننا بعدها في القبور؟"، وفي هذا السياق اكد سكان بحي 32 مسكنا ان منازلهم اصبحت آلية للسقوط في أية لحظة بسبب الأضرار الجسيمة والانهيارات الجزئية التي أصابت جدران عماراتهم، كما هو الحال بالنسبة لنزلاء حي البرج المعروف بـ"المحتشد" وحي مقطع الأزرق.

عصابات إجرامية تستغل الوضع وتحاول السطو على المنازل

حاولت بعض العصابات الإجرامية استغلال هروب العائلات ببلدية حمام ملوان بعد الهزة الأرضية التي ضربت المنطقة في حدود الساعة السابعة مساء، للسطو على منازلها والاستيلاء على بعض محتوياتها، حيث اكد سكان حي 32 مسكنا ان

غرباء أقدموا على الولوج إلى عماراتهم، مستغلين الظلام والفوضى العارمة التي شهدتها المنطقة من خلال هروبهم الجماعي من مساكنهم، غير ان احد الجيران تفطن للأمر وتمت ملاحقتهم إلى غاية مخرج المدينة، قبل ان يتمكنوا من الفرار، كما أكد نزلاء حي البرج المعروف بالمحتشد انهم قضوا ليلة بيضاء، خاصة في ظل انقطاع التيار الكهربائي طوال الليل، ما حتم عليهم المبيت في الشارع.

مركز إسباني يرصد هزة أرضية بقوة 3.1 بمدينة حجوط

سجلت، صباح أمس، في حدود الساعة السادسة وثمان وأربعين دقيقة، هزة أرضية بقوة 3.1 درجات على سلم ريشتر بمدينة حجوط ولاية تيبازة، وفق ما أفاد به المركز الوطني الجغرافي بإسبانيا.

وأورد  ذات المصدر أمس، تسجيل هزة أرضية جديدة على بعد 94 كلم غرب الجزائر العاصمة و50 كلم شمال غرب مدينة حجوط بقوة 3.1 درجات على سلم ريشتر، وإلى غاية زوال أمس، لم يصدر مركز البحث في علم الفلك والفزياء الفلكية والجيو فزياء "كراغ"، أي بيان يؤكد فيه وقوع الهزة.