لم يتوقع مسؤولو الوكالة الوطنية لتحسين السكن وتطويره "عدل"، تدفق المواطنين عليهم، عندما قرروا فتح مكاتب، على مستوى المركب الرياضي 5 جويلية ببن عكنون لاستقبال المكتتبين الذين وصلتهم استدعاءات لدفع الشطر الأول من قيمة السكنات.
وقد اكتسح، ليلة أول أمس، آلاف المواطنين وعائلاتهم مرفقين بأبنائهم الصغار الملعب، حيث لم تمنعهم الأمطار الغزيرة وبرودة الطقس، من حمل ملفاتهم والتوجه إلى ملعب 5 جويلية عساهم يحققون حلمهم في الاستفادة من "السكن الحلم".
"الشروق" تنقلت، صباح أمس، في جو ماطر إلى ملعب 5 جويلية، أين فتحت وكالة "عدل" ملحقة لها، لاستقبال المقبولة ملفاتهم، ووصلتهم استدعاءات دفع الشطر الأول، حيث تفاجأنا بحركة غير عادية داخل الملعب.. بمجرد وصولنا إلى المدخل رقم 13، قابلتنا طوابير طويلة لمواطنين قادمين من الولايات، بينهم من قضى ليلته داخل سيارته أمام مدخل الملعب ليظفر بمكان متقدم وسط الحشود التي بدأت منذ أول أمس في التدفق على المركب الأولمبي، معتقدين أن وكالة عدل أطلقت برنامج "عدل 3"، ولذلك فقد أحضروا معهم الملفات والوثائق اللازمة، فيما جاء البعض للاستفسار عن تأخر وصول الاستدعاءات، بينما آخرون يسألون عن مصير ملفاتهم المتأخرة.
مواطنون ينامون في سياراتهم
وقد وقفنا على التدفق الكبير للمواطنين منذ الساعات الأولى للصباح والفوضى المسجلة عند مداخل ملعب 5 جويلية، ما أدى إلى الاستعانة بأعوان الشرطة لتنظيم حركة المرور ومنع دخول السيارات. وحسب مصادر من عين المكان، فإن عدد المتوافدين في الصباح تجاوز الـ 3 آلاف مواطن، قدموا من ولايات بعيدة على غرار الشلف، برج بوعريريج، وغيرها، للاستفسار عن مصير ملفاتهم، أو لإيداع طلبات جديدة للحصول على سكن في صيغة "عدل"، خاصة بعد الضجة التي أثارتها بعض وسائل الإعلام، بخصوص فتح فرع لوكالة عدل بملعب 5 جويلية لاستقبال المكتتبين، فيما اضطر مواطنون من العاصمة وضواحيها إلى التنقل سيرا على الأقدام، تحت الأمطار الغزيرة، من محطات نقل المسافرين في كل من بن عكنون وشوفالي، ودالي إبراهيم، بينهم كبار السن وأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة، وعائلات مرفقة بأبنائها الرضع في مشهد مأساوي يثير الشفقة، حيث تصادف أول يوم من انطلاق العملية باضطراب جوي.
40 موظفا و20 مكتبا لاستقبال 2000 مكتتب يوميا
وبعد دخولنا المكاتب المخصصة لاستقبال المواطنين، التف حولنا أعوان الأمن، وطلبوا منا استظهار ورقة الاستدعاء.. تنقلنا بعدها إلى الطابق الأول والذي يقع مباشرة تحت المدرجات رقم 13، أين استقبلنا السيد طايبي، مدير مؤسسة التسيير العقاري GESIMMO، الذي أكد أن هذه الأخيرة أوكلت إليها مهمة دراسة الاستدعاءات والتأكد من هوية أصحابها والتأشير عليها، قبل منح أوامر بدفع الشطر الأول، مشيرا إلى أن العملية ستتواصل إلى غاية 31 ديسمبر، ولإنجاح العملية تم تخصيص 40 موظفا، ما بين 10 إلى 20 مكتبا لاستقبال المكتتبين، حيث تفتح الأبواب في الساعة 8:30 صباحا وتتواصل إلى غاية 16:30.
وقال طايبي إن مهمة أعوانه تقتصر فقط على معاينة الاستدعاءات وتثبيت الهوية، ولا يمكنهم استلام ملفات جديدة أو تقديم توضيحات أو معلومات عن تأخر وصول الاستدعاءات وغيرها من الإجراءات التي تتم على مستوى مقر وكالة "عدل" بسعيد حمدين فقط، مؤكدا أنهم سيشرعون في استقبال 2000 ملف يوميا، تمت الموافقة عليهم من طرف وكالة "عدل"، مشيرا إلى أن المكتتبين الذين دفعوا الشطر الأول يتوجهون بعدها إلى حي زرهوني بباب الزوار لإيداع الوصل على مستوى مكتب مخصص لهذا الغرض.
هذا، وأجمع مواطنون على التسهيلات التي لقوها من طرف الموظفين بالمكاتب، حيث لا تستغرق العملية سوى أقل من 5 دقائق، يستلم بعدها المكتتب أمرا بالدفع، ليغادر تحت التبريكات وزغاريد النسوة الحاضرات، وكأنه استفاد في الحين من مفاتيح شقته.