إذ صرح: "سأذهب إلى العطلة الآن بفخر كبير"، ولكنه أردف: "لن أكون في عطلة بالمفهوم الكامل، لأنه يتعيّن عليّ أن أبقى في اتصال مستمر بالهاتف مع لاعبي، هناك عناصر غيّرت فرقها وأخرى تنوي فعل ذلك، وهذه أمور يجب أن يحصل فيها تنسيق كما أنه عليّ أن أكون على علم بما يحصل ولهذا السبب فلن أكون في عطلة بالمعنى المعروف للكلمة".
"لا زالت أمامنا المباراة الفاصلة ولا أدري كيف ستكون لياقة اللاعبين"
وأوضح وحيد حليلوزيتش إنه يتابع لاعبيه وأخبارهم والأندية التي قد يحملون ألوانها لأن المرحلة المقبلة ستكون صعبة للغاية وقال في هذا الشأن: "حتى الآن نحن لم نتأهل إلى المونديال، لا زال أمامنا هاجس متمثل في المباراة الفاصلة، هذه المباراة ستلعب على بعض التفاصيل ولا أعلم كيف ستكون لياقة اللاعبين خلال موعد المبارتين، لهذا السبب أنا على اتصال بهم، وفي كل الحالات سنقدم كل شيء لأجل أن نذهب إلى كأس العالم رغم أن المباراة الفاصلة لن تكون سهلة تماماً بالنظر إلى معطيات كثيرة".
"تعبت كثيرا ولكنني راض عن الانتصارات الثلاثة، غير أن الوضعية قد تتغيّر"
قال وحيد حليلوزيتش عمّا حققه المنتخب الوطني مؤخرا: "شخصيا لقد تعبت كثيرا ولكن في الوقت نفسه أنا سعيد وراض في الوقت نفسه ما دام أننا حققنا 3 انتصارات في آخر 3 مباريات منهما فوزان خارج الديار بصورة متتالية لم تحققهما الجزائر في تاريخها (سعدان سبق أن فعل ذلك سنة 1985). المرحلة الحالية جيدة ولكنها يمكن أن تتغيّر ما دام أننا لم نتأهل وهناك مباراة فاصلة في انتظارنا، ولكن لا أخفي عنكم أنني أريد الذهاب بهذا الفريق إلى المونديال".
وعن المباراة التحضيرية يوم 14 أوت قال: "نعم هناك مباراة ستُلعب، يوجد اقتراحان من النيجر وغينيا ولكنّ على الأرجح سنلعب أمام غينيا".
"أنا فخور بالمنتخب الذي أدربه وأعشق ما صار اللاعبون يفعلونه في الحافلة بعد كل انتصار"
وأضاف حليلوزيتش: "أنا فخور بالمنتخب الذي أدربه وباللاعبين وما حققوه". وعن علاقته بهم قال: "لقد عملنا بجدية كبيرة خلال كأس إفريقيا ولكن للأسف فشلنا وهذا الأمر أثّر فيّ كثيرا، هناك احترام كبير بيننا، رغم أنني اشترط كثيرا منهم. في السابق كان اللاعبون يذهبون في الحافلة وكأنهم في جنازة لا يوجد أي جو من المرح داخلها، وقد قلت لهم إن عليهم أن يغيروا هذا الأمر، وفعلا اختلف الوضع، حيث صاروا بعد الانتصارات يحتفلون ويصرخون ويفعلون كل شيء. هذه الأجواء تعجبني وأنا أحب لاعبي كثيرا، ومؤمن بهذا المنتخب".
نجمو س.
الوجه الآخر لوحيد كان مفاجئاً...
حليلوزيتش: "أحب الكسكسي، والشاب خالد، أرقص على أنغام الروك ونجوت عدة مرات من الموت"
سقط القناع عن النّاخب الوطني وحيد حليلوزيتش في برنامج "سي صون شو" على قناة "كنال ألجيري" سهرة أول أمس وظهر في صورة مغايرة تماما لما عهدناه عليه. الصورة الجدية للرجل تبخّرت من خلال ظهوره في صورة الرجل الرقيق، الحساس والعاطفي ويكفي أن نقول إن الدموع غلبته عندما طرح عليه سؤال يتعلق بأمه المتوفاة. بداية بتسميته وإن كانت وحيد أو فهيد قال: "اسمي فهيد بالبوسنية، ومعناه استثنائي (نفس الاسم بالعربية وحيد)، لا أدري إن كنت استثنائيا ولكنّني كنت طالبا مجتهدا وكنت أريد أن أكون مهندسا كهربائيا لكنني اخترت كرة القدم".
"لا أتقاضى أموالي من الصحافة وأكثر ما ساءني وصفي برجل حرب وعسكري"
بخصوص علاقته بالصحافة، قال: "لست شخصا يذهب إلى التلفزيون ليتكلم، لما كنت مدربا لباريس سان جرمان كنت أرفض كل اللقاءات، فشخصيا كل تركيزي على الجانب الرياضي ولا أحب أن أؤثر في نفسي بكثرة الحوارات وبالرد المستمر على الهاتف".
وعن علاقته بالإعلام الجزائري رد: "كنت أريد أن تكون الأمور أفضل، لكن ذلك لم يحصل، فهم يحبون تضخيم أي جملة أقولها ووضعها في عناوين بالبنط العريض، بينما لا أتكلم أنا بلغة الخشب، ولهذا السبب قررت تفاديا للمشاكل أن أقلل من ظهوري الإعلامي، فأنا لا أتقاضى أموالي من الصحفيين، لكنني بعد أي مباراة جاهز للرد على الأسئلة في الندوات الصحفية"، كما استطرد قائلا: "استأت كثيرا من صحيفة وصفتني برجل حرب وعسكري فأنا بعد الذي عشته (يقصد الحرب في كرواتيا) لا أحب تماماً هذه الأوصاف".
"لم أفكر في أن أكون لاعبا حتى سن 16 ووالدتي اعتقدت أني سرقت أول أجرة تلقيتها"
وعن اختياره الرياضة يقول: "كنت شابا وكل تركيزي هو الدراسة لأكون مهندسا في جبالينكا قبل أن انتقل إلى موستار لمواصلة دراستي. كنت أحب الموسيقى والكرة ولم أفكر في أنه يمكن أن يكون لي مشوار لاعب محترف حتى سن 16، أين عرض عليّ بعض الأصدقاء التدرب مع أواسط فريق موستار ومن يومها اقتحمت الكرة. والداي لم يكونا سعيدين بخياري خاصة أمي وبعد أن تعيّن عليّ الاختيار في سن 18 بين الدراسة والكرة اخترت الكرة ولم أندم كثيرا إلا من جهة الوالدة، وأتذكر أنني لما قبضت أول أجرة وسلمتها لأمي لم تصدق وظنّت أني سرقت المبلغ".
"اسمع ريهانا وليدي غاغا وتعجبني سيلين ديون وماريا كاري"
قال حليلوزيتش إنه يعشق الموسيقى ومولع بها وأضاف: "كان عمري 15 سنة عندما اشتريت قيتارة رفقة صديقي وبقينا نعزف، لقد اشتغلنا كثيرا وألفنا أغنيات عديدة، قبل أن أكسرها في لحظة غضب، لقد كنت مجنونا بالموسيقى وأتابع كل جديد، كما أعرف الأغاني التي تتصدر المبيعات". وأضاف: "في وقتي كنت اسمع جيمي بيج (مغني أمريكي) وكايت ريتشارد (عازف ومغني)، الآن هناك ليدي غاغا وريهانا، كما تعجبني سيلين ديون وماريا كاري، تقريبا كما يقال لكل وقت نجومه".
"يطربني الشاب خالد بأغنية عيشة وأرقص الروك"
وواصل حليلوزيتش كلامه يقول: "يوجد أيضا مايكل جاكسون وهو ظاهرة حقيقية، صراحة الموسيقى تعطيني الحافز ولطالما كنت مولعا بكل شيء متعلّق بها وبالمجموعات التي ظهرت في وقتي. كنت أملك كراسا أدون عليه كل جديد وكذلك الأغنيات التي تتصدر المبيعات، لقد كنت مولعا فعلا إلى درجة لا يمكن وصفها". وأردف بخصوص الموسيقى الجزائرية يقول: "يعجبني الشاب خالد في أغنية عيشة، إنه مطرب شعبي جدا في فرنسا، لكنني لا أحفظ كلمات هذه الأغنية". أما عما إذا كان يملك موهبة الرقص فقال: "طبعا أنا أرقص الروك إذا كان هناك شريك جيد، والآن في المنتخب يلزمنا راقص جيّد استعدادا للأفراح (يضحك)".
"نجوت من الموت عدة مرات وعشت 42 سنة صعبة جدا من حياتي"
تكلم حليلوزيتش عما عاناه خلال الحرب العرقية بين الكرات والبوسنيين المسلمين قائلا: "لقد نجوت من الموت عدة مرات، والعناية الإلهية أنقذتني، بينما بقيت في البلاد لأجل الدفاع عن بيتي وعائلتي. ما حصل معنا يشبه قليلا ما وقع للجزائر سنوات التسعينيات، وقد ظلت زوجتي تنصحني بالذهاب إلى باريس ولما ذهبت في إحدى المرات ليلا قالت لي بعد ذلك إنهم جاؤوا فجرا للحصول على رأسي". وواصل حليلوزيتش متأثرا: "لقد عشت حياة استثنائية حتى سن 40 أو 42 كانت الأمور صعبة جدا ووجدت نفسي مضطرا في هذا العمر لأن أبعث حياتي من جديد، وإلى اليوم لا أفهم كيف يقتل الرجل آخر فقط لأن اسمه مختلف عن الآخر".
"فخور بنفسي لأني أنقذت العشرات من الموت وكدت أقتل نفسي خطأ"
واستطرد حليلوزيتش في السياق نفسه يقول: "لقد تركت الحرب آثارها عليّ، أثّرت فيّ كثيرا ولكنني في الوقت نفسه فخور بنفسي لأنني بقيت في البوسنة وساهمت في إنقاذ العشرات من الموت، رأيت في هذه الحرب كل شيء الموت والقتل والتنكيل، في حرب عصابات فاشية، حروب اليوم هي مجرد أكاذيب لا أكثر ولا أقل تبدأ بكذبة وتنتهي بقتل الآلاف. شخصيا لا أحب السيّاسة ولا أريد أن أتكلم عنها".
ثم يواصل متذكرا ما مر عليه: "لقد أعطاني أحدهم سلاحاً وضعته على خصري، حاولت لمسه مرة فانطلقت رصاصة أصابتني وبقيت أعالج شهرا كاملا".
"ليقنيول قدمت عنّي صورة مشوهة وأمزح مع لاعبي بدليل أنهم رموني في المسبح في البينين"
كما تكلم حليلوزيتش عن "ليقينيول" من خلال عرضه على القنوات الفرنسية في صورة كوميدية هزلية، ولكن هذا لم يقلقه بقدر ما أثر فيه رسم صورة مشوهة عنه، وهنا قال: "ليقنيول في فرنسا قدّمت عنّي صورة مشوّهة للغاية وليست صحيحة، أنا فعلا مشترط وأطلب الكثير من اللاعبين لأنني أعشق الفوز ولكنني لست عسكريا ولا ديكتاتوريا، وكان هذا من بين الأسباب التي جعلتني أغادر فرنسا". ولأجل أن يؤكد أن الأمر مختلف يقول: "أنا أضحك وأمزح مع لاعبي، فمثلا بعد الفوز في البينين حملوني ورموني في المسبح، بيني وبينهم علاقة عمل ولكن هناك أوقات نمزح خلالها".
"كتبوا عني 3 كتب وصوروا عنّي فيلما وتواضعي منعني من مشاهدة أي شيء يتعلق بي"
ويستمر حليلوزيتش في الإجابة على الأسئلة المتعلقة به قائلا: "لقد ألّفوا عنّي 3 كتب في فرنسا، كما أن هناك من طلب مني أن يعد فيلما عن حياتي فوافقت ولكنني قلت له إنني غير متفرغ لأكون في خدمة عمله، كما يوجد كتاب آخر صاحبه لا يملك رخصة. في كل الحالات لم أشاهد ولم أطالع أي شيء يتعلق بي، لا أدري لماذا؟ ربما قد يكون الأمر تواضعا منّي أو خوفا من أن أطلع على أشياءً غير صحيحة".
كما تحدث حليلوزيتش عن قوته الذهنية وقال: "أنا قوي معنويا بما فيه الكفاية، لقد حطموا قصرا بنيته في البوسنة واضطررت إلى الإقامة في بيت مساحته 26 م مربع ولكنني عملت وحصلت على آخر".
"الكسكسي الجزائري رائع، روراوة سلمني فيلم معركة الجزائر وسأزور الجنوب الجزائري"
تحدث "الكوتش وحيد" عن الطبخ الجزائري فقال: "الكسكسي الجزائري رائع"، وأضاف: "أحب الخروج أحيانا هنا في بعض مناطق الجزائر مع بعض الأصدقاء لتناول وجبات جزائرية في مطعم ما". ودائما عن علاقته بالجزائر يقول: "أنا أقيم في ليل بفرنسا ويحيط بي تقريبا حوالي 250 ألف جزائري، أي ربع مليون أينما أذهب أجدهم، وأقول دائما مازحا أن الجزائريين مثل الصينيين موجودون في كل مكان"، كما قال إنه تحصل على فيلم "معركة الجزائر" الشهير من قبل محمد روراوة وسيشاهده، واستمر يقول: "أنوي أيضا زيارة الجنوب الجزائري، ربما الشتاء المقبل سأقضي 4 ليالي هناك، لقد سمعت أن الأمر رائع هناك ومثير للاهتمام".
"الشعب الجزائري يعشق كرة القدم وأنا والوزير الأول من ينتقدان أكثر في البلاد"
قال وحيد حليلوزيتش إن الشعب الجزائري مولع بكرة القدم ومجنون بها. وعن هذا الأمر قال بالحرف الواحد: "أتفهم النقد وأتقبله خاصة بعد ما حدث في كأس إفريقيا الأخيرة ولكنّي أرفض النّقد المجاني ولا أحبه ولو أنها ضريبة يجب أن تسدّد لأني أدرب بلدا يعشق شعبه الكرة إلى درجة لا يمكن وصفها، وتدريب الجزائر ليس سهلا تماما، ولأنني النّاخب الوطني للجزائر فأنا رفقة الوزير الأول أكثر عرضة للنّقد".
حليلوزيتش يذرف الدموع بعد أن تذكّر والدته
وفاجأ حليلوزيتش الجميع بذرفه الدموع لما سئل عما تعلمه من والدته فصمت وتأثر ورد بنبرة مبحوحة: "أشياء كثيرة" في مشهد مؤثر ذرف فيه الدموع، كما قال إن خسارة أمه أكبر خسارة تعرض لها قبل أن يتدارك الأمر بسرعة، كما قال في سياق آخر إنه يبكي أحيانا وتؤثر فيه أمور بسيطة كما حصل معه مؤخرا لما زار مستشفى بارني في حسين داي وشاهد وضع بعض الأطفال الصغار، مشيرا إلى أنه من الناحية الإنسانية شخص جيد خلافاً لما يشاع ويقال عنه وللصورة التي ألصقت به كما قال عن نفسه بأنه عاطفي وحسّاس.
كلمات دلالية :
المنتخب الوطني