وبعد لحظات قمت مودعاً لهم , وقلت لهم: معنا أشرطة سنهديها لكم , فقام أحدهم ولحق بي وقال: أنا سآخذها منك وأوزعها عليهم.
وقال : يا شيخ أتمنى أكون مثلك وأهتدي إلى الطريق الذي يرضي الله!.
فقلت : وما الذي يمنعك, الآن اصدق مع ربك وتب إليه .
قال : نعم الآن أنا تائب وسأعود لربي عز وجل .
فافترقنا, وفي نهار اليوم الثاني اتصل بي أحدهم وقال: يا شيخ! أتعرف الشاب الذي لحق بك وقال سأتوب ؟ . قلت : نعم .
قال: لقد صلى الفجر واتجه للحرم لكي يؤدي العمرة, ولما انتهى من العمرة أصيب بحادث ومات, ووجدنا الشريط الذي أخذه منك في سيارته, ووالله إن الشخص الذي غسله بعد وفاته ما استطاع أن يضم أصبعه؛ لأنها كانت مرتفعة تشير بالوحدانية, نعم. لقد مات وهو يقول : لا إله إلا الله .
الفوائد من القصة :
1- الحرص على الدعوة وبذل الجهد فيها .
2- حاجة الشباب للدعوة والنصيحة .
3- الشباب يحتاجون من يزورهم في مجالسهم .
4- مهما كان مظهر المدعو فلا يمعنك هذا من دعوته , فانظر في هؤلاء كيف أنهم كانت معهم الشيشة ومع ذلك نزل لهم هذا الداعية ومارس الدعوة معهم ولاحظ هنا ترحيبهم به .
5- الداعية لا بد أن يكون معه أشرطة أو مطويات لكي يوزعها على الناس , فهي التي تبقى معهم .
6- الموعظة للشباب يجب أن تكون حكيمة ومؤثرة, قال تعالى: ((وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا ))[النساء:63] .
7- أن الواحد منا لايغتر بنفسه وصلاحه فالعبرة بالخاتمة .
8- يجب أن لا نقنط من هداية الناس , فهذا يخرج من مجالس الشيشة إلى الحرم مباشرة .
9- مهما رأينا من منكرات عند الشخص فلا ندري لعل الله يختم له بخير .
كلمات دلالية :
تاب قبل موته بساعات