كشف رئيس النقابة الوطنية للصيادلة الخواص فيصل عابد تورط العديد من الصيادلة والموزعين في تهريب أطنان من الأدوية إلى الدول المجاورة كتونس والمغرب وليبيا حيث تستورد الدولة الأدوية بملايير الدولارات لتهرب إلى دول الجوار، كما كشف عن تورط حوالي300 صيدلي في بيع الأقراص المهلوسة محملا الأطباء جزءا من مسؤولية ندرة الدواء التي تعرفها الجزائر التي لا تزال تعاني من عجز في بعض الأدوية الخاصة بالسرطان ومسكنات الآلام بالرغم من ارتفاع فاتورة الدواء كل سنة.
يطالب الصيادلة بمراجعة هوامش الربح في بيع الدواء اين وصل الملف؟
ننتظر من وزير الصحة تنفيد التزاماته فيما يخص هوامش الربح خاصة أن هامش الربح للصيدلي يعد أقل هامش ربح للبيع بالتجزئة في الجزائر وقد رفعنا تقررا إلى الرئيس بوتفليقة ولانزال في انتظار الرد إلى غاية اليوم.
يتم كل مرة توقيف صيادلة يتاجرون بالأقراص المهلوسة بشكل غير قانوني ما سبب ذلك؟
إن تورط الصيادلة في المتاجرة بالأقراص المهلوسة والأدوية المؤثرة عقليا سببها الرئيسي عدم تطبيق القوانين المتعلقة بتسيير الأدوية في الجزائر، خصوصا في ظل تورط جهات كثيرة منها شركات خاصة في استيراد وتسويق تلك الأدوية بطريقة عشوائية وتورط بعض الصيادلة في بيع تلك الأدوية المهدئة يعود إلى ارتكابهم أخطاء مهنية يمكن الوقوع فيها باعتباره الوحيد الذي يتصرف في الأدوية لدى الصيدلية مباشرة مع المواطن، مما يجعل أصابع الاتهام توجه إليه، بالرغم من أن هذه الأخطاء لا يمكن أن يتحملها الصيدلي وحده لأن مجال الصيدلة يتعرض لأكبر القوانين، باعتباره ينتمي إلى 4 وزارات رسمية، لكن الجهات المعنية لا تطبق القوانين الموجودة، وهو ما أدى إلى وقوع الكثير من التجاوزات دون مراقبة عدد الصيادلة المتابعين قضائيا بتهمة بيع الحبوب المهلوسة. قد بلغ عدد الصيادلة المتورطين في بيع الحبوب المهلوية حوالي 300 صيدلي على المستوى الوطني مع حبس 10 مسيرين.
رفض العديد من الصيادلة الالتزام بالمناوبة الليلية فما أسباب ذلك؟
مصالح الوزارة أغفلت جانبا مهما عند فرض المناوبة يتعلق بحماية الصيدلي المناوب أثناء الليل، خاصة النساء، بالنظر لكون 85 بالمائة من مستخدمي القطاع هم من النساء لاسيما في المناطق المعزولة التي تفتقر إلى إجراءات أمنية من شأنها تجنيب المناوب مختلف أنواع الاعتداءات مادام معظم المتوافدين على الصيدليات في الليل من طالبي الحبوب المهلوسة وقد تم تسجيل 17 حالة اعتداء على الصيادلة منها حالتا قتل ونحن في انتظار إجراءات ملموسة لحماية الصيادلة طالما أن قرار المناوبة جاء لتنظيم المهنة، وما على الوصاية إلا تقنين مناوبة عدد من الصيادلة الذين يعملون فعليا منذ سنوات دون انقطاع حتى الصباح، ومادام هؤلاء يضمنون مناوبة ليلية بمحض إرادتهم، فما الداعي إذن لإجبار صيادلة آخرين على المناوبة ويكفي الوزارة وضع دفتر شروط يوقع عليه هؤلاء المناوبون، كالتزام منهم بضمان هذه الخدمة دون توقف.
بماذا تفسرون ندرة بعض الأدوية الحساسة في السوق، رغم ارتفاع فاتورة استيراد الأدوية؟
إن مشكل ندرة الأدوية ”مفبرك” فعلا، ويشترك في هذه ”الجريمة” العديد من الاطراف وعلى رأسهم الاطباء الذين يتعمدون وصف أدوية للمرضى لا تستوردها الجزائر بالنظر لوجود مخابر تنتج أدوية جنيسة لها وهوما يجعل المريض يحس بوجود ندرة في بعض الأدوية، كما يساهم المريض أيضا في خلق الندرة عند مطالبته بأدوية أصلية ورفضه اقتناء الأدوية الجنيسة الموجودة بالصيدليات، ومع ذلك فهناك ندرة في بعض أدوية السرطان مثل هيتاميزيك بالرغم من كونه ضروريا لمرضى السرطان ومسكنات الآلام مثل سباسفون وغيرها.
هناك حديث عن تهريب الدواء إلى بلدان الجوار، ما مدى تورط الصيادلة في الظاهرة؟
إن العديد من الصيادلة متورطون في تهريب أطنان من الأدوية إلى الدول المجاورة كتونس والمغرب وليبيا حيث تستورد الدولة الأدوية بملايير الدولارات لتهرب إلى دول مجاورة، سنويا ومن غير المعقول أن يتم استهلاك جميع الأدوية التي تستوردها الجزائر سنويا وقد عثر أعضاء النقابة على أدوية تباع في المغرب، وأخرى في تونس وليبيا استوردتها الجزائر وحتى منتجة في الجزائر.
هناك بعض المنتجين الخواص والمستوردين الذين يتواطأون مع الموزعين لتهريب الأدوية عبر الحدود تدر عليهم أموالا وهل تم تبليغ السلطات بذلك؟
نعم لقد رفعنا تقريرا مفصلا عن هذه الظاهرة إلى المسؤول الأول عن القطاع عبد المالك بوضياف الذي فتح تحقيقا في الأمر ووعد بمعاقبة المتسببن في تهريب الدواء إلى دول الجوار.
ماذا عن القانون الجديد للصيدلة ومتى سيدخل حيز التنفيذ؟
القانون الجديد للصيادلة تم ايداعه لدى البرلمان وتم الأخذ بعين الاعتبار مقترحات النقابة ومن شأنه إضفاء العديد من الإيجابيات للقطاع وتنظيم مهنة الصيدلة التي تدخل في إطار الصحة العمومية.