وجه البرلمان الفرنسي مساءلة إلى وزارة الشؤون الخارجية "الكيدروسي" عما وصفه بإهمال السلطات الجزائرية وعدم اعتنائها بالمقابر المسيحية واليهودية المنتشرة عبر البلد، زاعما ومتهما الجزائر "بالسطو على الأموال المخصصة للعملية"، بدليل الوضعية الكارثية التي تتواجد عليها المقابر، معتبرا أن الاتفاقيات الثنائية بين البلدين لحماية هذه المقابر قد تجاوزها الزمن.
وجاء في مساءلة برلمانية بالجمعية الوطنية الفرنسية، للنائب فيليب فوليو، عن حزب اتحادالديمقراطيين والمستقلين "وسط اليمين" موجهة إلى وزير الخارجية الفرنسي، لورونفابيوس، بتاريخ 4 نوفمبر المنصرم، أنه "منذ انسحاب فرنسا من الجزائر عام 1962 وقعالبلدان على اتفاقيات عدة للتعاون الثنائي من أجل التسيير والإدارة المشتركة للمقابرالمسيحية واليهودية بهذا البلد، لكن على ما يبدو حسبه أن هذه الاتفاقيات تجاوزها الزمن.
وبحسب نص المساءلة، فإن لفت انتباه وزير الخارجية كان من طرف مواطنة فرنسيةتعرضت لصدمة شديدة جراء الحالة المتردية التي تعرفها مقبرة المسيحيين بمدينة عنابة،والتي غزتها النفايات والقاذورات في مشهد محزن حسب النائب. وتساءل: كيف نشرفالتزامنا تجاه ذاكرتنا والمقابر المسيحية اليهودية تعرف هذه الحالة من التدهور؟
وقالت ذات المساءلة بأن تقريرا صدر في فيفري 2013 كان عنوانه حصيلة وآفاق المقابرالمدنية في الجزائر، والذي تحدث عن رصد ميزانيات وإمكانات لحماية هذه المقابر، لكنمقارنة بما تم رصده بوضعها الآن، تؤكد أن الأموال المسخرة للغرض قد أسيء استعمالهاوتوزيعها للغرض الذي رصدت من أجله.
واتهمت المساءلة البرلمانية الجزائر بالتقصير في تسخير وسائل الحراسة والحماية للمقابر،ما تسبب في تدهور حالها بشكل هائل، متسائلة: كيف إذا كانت الوضعية هاته في مقبرةعنابة الكبيرة نسبيا، فكيف الحال إذن في بقية المدن النائية، والتي لا تستفيد من برامجالتجميع والدمج.
وقالت المساءلة للوزير فابيوس: "ما هو ردك على تساؤلات العائلات المعنية؟ وما هيالخطوات التي تنوون اتخاذها لتعزيز الصيانة وبشكل مستمر للمقابر الفرنسية بالجزائروغيرها من الدول؟