سطيف... وأسرار النجاح

لم يكن تتويج وفاق سطيف بكأس رابطة أبطال إفريقيا بنسختها الجديدة ضربة حظ أو ما شابه ذلك، بل كان نتيجة تضحيات كبيرة من طرف الإدارة،

نشرت : الهداف الاثنين 03 نوفمبر 2014 14:19

الطاقم الفني واللاعبين، الذين أصرّوا على إضافة النجمة الخامسة للفريق ورفع الراية الوطنية عاليا، وهو ما حدث بالفعل بملعب "تشاكر" بالبليدة، بعد أن أضاف وفاق الجزائر النجمة السادسة على وشاح قميصه.

النجاح لديه أسرار وتضحيات

وما لا يعلمه أنصار الوفاق وكل من وقف إلى جانبه لبلوغ منصة التتويج بالكأس الغالية، أن هناك العديد من الأسرار والتضحيات جاءت من طرف كل أعضاء الفريق دون استثناء، وهذا على الرغم من الصعوبات الكبيرة التي صادفت الفريق في بداية مشواره الإفريقي.

الوفاق لم ينل الكأس من باب الحظ

وما يجب أن يدركه المناصر السطايفي وحتى محبّو الوفاق عبر القطر الوطني، أن صعود الوفاق على منصة التتويج ونيله كأس رابطة أبطال إفريقيا في نسختها الجديدة لم يكن على الإطلاق من باب الصدفة أو ضربة حظ جعلته ينال كأس رابطة أبطال إفريقيا كأول ناد جزائري في نسختها الجديدة، بل كان وراءه عمل كبير وكبير جدا، بالإضافة إلى رفع روح التحدي من طرف كل أعضاء الوفاق، الذين آمنوا بقدراتهم على إسعاد كل الجزائريين.

التتويج كان له تضحيات كبيرة

وقد ضحى كلّ أعضاء وفاق سطيف الكثير قبل أن يتمكنوا من صعود إلى منصة التتويج سهرة يوم السبت الماضي أمام فيتا كلوب الكونغولي، بعد فضلوا التحضيرات في الفترة الصيفية الذي صادفت شهر رمضان المعظم بعيدا عن حضن عائلتهم ومع ذلك، فإن المدرب مضوي ولاعبوه فكروا أولا في مصلحة الفريق قبل كلّ شيء.

الناس كانت "راقدة" والرجال تعمل في صمت

وبينما كان بعض الأشخاص الذين انتقدوا كثيرا الفريق أثناء تحضيراته منشغلين بقضاء شهر رمضان المعظم في منازلهم وصبّ جل تفكيرهم في المكان الذي ينون قضاء العطلة فيه، كان بالمقابل أشبال المدرب مضوي يحضرون في صمت لمقابلات كأس رابطة أبطال إفريقيا والبطولة على حد سواء، حيث بسطوا بذلك الطريق لتمهيد عودة الفريق إلى منصة التتويج وإعادة كتابة التاريخ مجددا بنيل كأس رابطة أبطال إفريقيا.

التحضيرات في هدوء بمدرسة "الباز" ساهم في التتويج

وما ساهم كذلك  في تتويج الوفاق بكأس رابطة أبطال إفريقيا، هو تحضير أشبال المدرب خير الدين مضوي في هدوء بالمدرسة الوطنية بالباز، حيث ساهم ذلك في تطبيق الطاقم برنامجه على أحسن وجه، وهذا بالرغم من الصعوبة التي وجدها هذا الأخير، بسبب مصادفتها في فصل الصيف وشهر رمضان المعظم معا.

مضوي الخبير في سنّ 37 سنة

ومن بين الحلقات الأقوى في الوفاق التي دفعته إلى التتويج بالكأس الغالية التي انتظرها أنصار الوفاق قرابة 24 سنة، تتمثل في شخص المدرب خير الدين مضوي، الذي أضحى الآن خبير في شؤون كرة القدم وأصغر مدرب يكون له شرف قيادة الفريق لنيل كأس رابطة أبطال إفريقيا وسنه 37 سنة فقط.

كان همزة وصل في كلّ الأمور التي تتعلق بالوفاق

ولم يكن المدرب خير الدين مضوي المسؤول فقط على العارضة الفنية للوفاق، بل تعدت مهامه إلى العديد من الشؤون منها الخارجة عن هذا الإطار بما أنه كان الوسيط في العديد من الأمور منها عملية الانتدابات التي قام بها الوفاق ومعالجة المشاكل التي مر بها النادي.

بلخير حضّر "كومندوس" من الجهة البدنية

إنجاز الوفاق بتتويجه لأول مرة بكأس رابطة إفريقيا في نسختها الجديدة ساهمت فيه العديد من الوجوه الإدارية وكذا الفنية، ومن بينها المحضر البدني فارس بلخير الذي حضر كومندوس من الناحية البدنية، على هامش إخضاعهم لتمرينات بدنية مدروسة وفق طرق عملية أتت بثمارها على اللاعبين، الذين أضحى لديهم قوة بدنية جيدة عادت عليهم بالفائدة في المقابلات الإفريقية.

الوفاق كان له تفوّق على كلّ الأندية المنافسة بدنيا

وبالعودة قليلا إلى مقابلات الوفاق الإفريقية التي لعبها بملعب الثامن ماي أو في أدغال إفريقيا، فإن العمل البدني الجيد الذي قام به بلخير جعل الفريق يتفوق على جميع الأندية التي لعبت أمامها من الناحية البدنية، خاصة في الربع الساعة الأخير من المقابلات أين لوحظ أن عناصر الوفاق لا تتأثر بعامل العياء، وهو ما حدث أيضا في مقابلة أول أمس النهائية أمام فيتا كلوب، أين ظهر اللاعبون بكامل لياقتهم البدنية.

التتويج بـ 19 لاعبا في حدّ ذاته إعجاز

كما يبقى تتويج الوفاق بكأس رابطة إفريقيا إعجازا في حدّ ذاته، بالنظر إلى التعداد المحدود الذي لعب به المدرب خير الدين مضوي هذه المنافسة الذي وصل إلى 18 لاعبا فقط زائد لاعب آمال وهو أمقران، وبالرغم من ذلك فإنه فقد بسط سيطرته على الأندية الإفريقية المنافسة له التي كانت لها حلول إضافية، بالنظر إلى ثراء تعدادها الذي يصل إلى 25 إلى 30 لاعبا.

عباسن أعاد خذايرية من بعيد وربح بلهاني

وكان لمدرب الحراس عباسن النصيب من الثناء بعد تتويج الوفاق بكأس رابطة أبطال إفريقيا بعد العمل الكبير الذي قام به، حيث نجح في إعادة الحارس خذايرية من بعيد بعد أن فقد هذا الأخير مستواه في الموسم الماضي، قبل أن يؤكد عودته القوية في المقابلات الإفريقية ويساهم بدوره بتتويج الوفاق بفضل تألقه. كما بات الوفاق يملك حارسا آخر برهن عن قدراته وهو عبد الرؤوف بلهاني.

بولحجيلات وبركة 1988 ساهمت أيضا بتتويج الوفاق

ويبقى الأمر الجميل في تتويج الوفاق بكأس رابطة أبطال إفريقيا بنسختها الجديدة هو تواجد أحد العناصر التي توجت بكأس الأندية البطلة سنة 1988 في الفريق، ويتعلق الأمر بـ بولحجيلات الذي يشغل منصب مدير فني الآن، حيث ساهمت بركته بصعود الوفاق مجددا إلى منصة التتويج.

ملولي والقدامى نواة روح المجموعة

ويبقى اللاعب ملولي واحد من بين العناصر البارزة في الوفاق التي نجحت في خلق روح المجموعة بين اللاعبين القدامى والجدد في فترة التحضيرات الصيفية الماضية بعدما ساهم في خلق الجو الأسري بين زملائه، وهو ما عد بالفائدة على الوفاق في الوقت الراهن. وساهم هؤلاء في تسهيل اندماج العناصر التي تم انتدابها في مرحلة التحويلات الصيفية، حيث عاد ذلك بالفائدة أيضا على المدرب خير الدين مضوي، الذي لم يجد أي صعوبة في تطبيق برنامجه التحضيري.

قرار حمّار بعدم الاستقالة "وقت الصحّ" كان صائبا

خدم قرار الرئيس حمّار حسان كثيرا الوفاق حين رفض الاستقالة، بعد أن حاولت بعض الأطراف لدفعه لذلك بشتى الطرق قبل بداية التحضيرات، خاصة أنه فكر بصورة صحيحة حين رفض الرحيل والفريق على بعد أيام فقط من أول مقابلة من دوري المجموعات أمام أهلي بنغازي الليبي.

عدم رحيله ضمن التحضير لأوّل مقابلة في هدوء

ومن إيجابيات قرار الرئيس حسان حمار بعدم الرحيل من الفريق وهو على بعد أيام فقط من مقابلة أهلي بنغازي الليبي الأولى في دوري المجموعات، هو ضمان هدوء تدرب اللاعبين، وبالمقابل تحمّل ضغط الراغبين في رحيله بمفرده.

الاستقرار عاد بالفائدة على الوفاق وجعلته يتوّج بطلا

ومن تداعيات الاستقرار ورفض استجابة الرئيس حمار لبعض من معارضيه بالرحيل، هو تماسك الذي أضحى عليه الفريق وإيمانه بقدرته على رفع التحدي والوصول إلى منصة التتويج، وهو الأمر لولا التزام حمار بمبدأ الحكمة والإيمان الذي كان يوليه لفريقه بأنه قادر على صنع المعجزات.

تقديرات الوفاق مع البطولة كانت صائبة

ومن جهة أخرى، كانت تقديرات الوفاق صائبة حين وضع مقابلات البطولة جانبا ولم يشأ التعامل معها بكامل إمكانياته، وهذا على الرغم من إدراكه أن ذلك سيفقد الفريق العديد من النقاط، حيث صبّ كامل اهتماماته على المنافسة الإفريقية التي نجح بالتتويج بها وإسعاد كل الجزائريين.

واقعية الوفاق والثقة في الذات فرق الوفاق عن باقي الأندية

وقد ساهمت واقعية الوفاق وثقة لاعبيه في إمكانياتهم بالوصول إلى الهدف المنشود وهو التتويج بكأس رابطة أبطال إفريقيا، ويعود السرّ في ذلك هو رسم الطاقم الفني خارطة طريق سهلة وبسيطة، وهي عدم استباق الأحداث ولعب كل مقابلة في أوانها، وهو ما خفف أيضا الضغط على اللاعبين، الذين نجحوا في الأخير بإهداء الجزائر كأسا غالية لم يسبق لأي ناد جزائري التتويج بها بتسميتها الجديدة.

الإيمان بالهدف أساس الوصول إليه

ولم يشارك الوفاق في كأس رابطة أبطال إفريقيا من أجل المشاركة وفقط في هذه المنافسة مثلما تفعل بقية الأندية الجزائرية، التي سبق أن شاركت فيها قبل أن تقصى منها، بل رفع قام هذه المرّة برفع شعار التحدي وبأبسط الإمكانيات، حتى تمكن من تحقيق حلمه بالتتويج وإسعاد أنصاره عبر كل ولايات ربوع الوطن العزيز، وفي ذكرى عزيزة على قلوبنا وهي أول نوفمبر.

الولاية، البلدية و"الديجياس" ساهموا في تجاوز الأزمة

مواكبة الجهات المحلية لولاية سطيف نتائج الوفاق منذ بداية مشواره عزز مسيرته نحو بلوغ أدوار متقدّمة من منافسة كأس رابطة أبطال إفريقيا برصدها مساعدات مالية، إذ حفز ذلك كثيرا الفريق لمواصلة مشواره إلى أدوار جد متقدمة، قبل أن ينجح في ذلك كهدف أولي قبل التتويج.

تحرّك السلطات العليا للبلاد زاد الوفاق إصرارا على التتويج

وصول الوفاق إلى المربع الذهبي من منافسة كأس رابطة إفريقيا حرك كثيرا السلطات العليا في البلاد المتمثلة في الوزير الأول عبد المالك سلال، الذي أمر بتخصيص طائرة خاصة للوفاق للتنقل ذهابا وإيابا إلى "لوبومباشي" للعب أمام تي. بي مازيمبي الكونغولي، في إطار الدور النصف نهائي، حيث ساهم ذلك في تحقيق التأهل المقابلة النهائية كأول خطوة. كما واصلت السلطات العليا في البلاد الوقوف إلى جانب الوفاق بعد بلوغه إلى الدور النهائي صاحبه تخصيص طائرة خاصة للوفاق للمرة الثانية للتنقل إلى العاصمة الكونغولية كينشاسا للعب المقابلة النهائية أمام فيتاكلوب. حيث ساهم هذا الأمر كذلك في عودة أشبال المدرب مضوي خير الدين بنتيجة إيجابية (2/2)، منحت الأفضلية للوفاق بالتتويج بالكأس الغالية وإسعاد كلّ الجزائريين.

الإنجاز مستحيل في غياب أوفياء الأنصار

وفضلا عن العوامل السابق ذكرها التي ساهمت في تتويج الوفاق برابطة الأبطال، والتي لا تشمل كلّ المساهمين في الإنجاز بل أبرزهم، فإن الحديث عن نيل الوفاق لأغلى الألقاب الإفريقية لا يصح دون الحديث عن الأوفياء من أنصار النادي الذين وقفوا إلى جانبه في وقت الشدة وفي عز الأزمة، والحديث يعني الذين وضعوا الثقة الكاملة في هؤلاء الشبان، قبل اتضاح ملامح التتويج بدءا من لقاءي أسفا أنينغا، ومن تنقل في رمضان إلى تونس في مواجهة بنغازي، وكلّ من لم يفقد الأمل يوما في أن الوفاق كبير باسمه وبتقاليده مهما كانت وضعيته.

كلمات دلالية : وفاق سطيف

آخر الأخبار


تابعوا الهداف على مواقع التواصل الاجتماعي‎

الملفات

القائمة
12:00 | 2021-08-01 أديبايور... نجم دفعته عائلته للانتحار بسبب الأموال

اسمه الكامل، شيي إيمانويل أديبايور، ولد النجم الطوغولي في 26 فيفري عام 1984 في لومي عاصمة التوغو، النجم الأسمراني وأحد أفضل اللاعبين الأفارقة بدأ مسيرته الكروية مع نادي ميتز الفرنسي عام 2001 ...

07:57 | 2020-11-24 إنفانتينو... رجل القانون الذي يتسيد عرش "الفيفا"

يأتي الاعتقاد وللوهلة الأولى عند الحديث عن السيرة الذاتية لنجم كرة القدم حياته كلاعب كرة قدم فقط...

23:17 | 2019-09-13 يورغن كلوب... حلم بأن يكون طبيبا فوجد نفسه في عالم التدريب

نجح يورغن كلوب المدرب الحالي لـ ليفربول في شق طريقه نحو منصة أفضل المدربين في العالم بفضل العمل الكبير الذي قام مع بوروسيا دورتموند الذي قاده للتتويج بلقب البوندسليغا والتأهل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، وهو ما أوصله لتدريب فريقه بحجم "الريدز"...

خلفيات وبوستارات

القائمة

الأرشيف PDF

النوع
  • طبعة الشرق
  • طبعة الوسط
  • طبعة الغرب
  • الطبعة الفرنسية
  • الطبعة الدولية
السنة
  • 2021
  • 2020
  • 2019
  • 2018
  • 2017
  • 2016
  • 2015
  • 2014
  • 2013
  • 2012
  • 2011
  • 2010
  • 2006
  • 2003
  • 0
الشهر
اليوم
إرسال