اتضحت المزيد من التفاصيل في التحقيق القضائي بمحكمة ميلانو الإيطالية، المتعلق بفضيحة الرشاوى والفساد الدولي الخاصة بسوناطراك إيني سايبام، حيث طلب مكتب المدعي العام جرد وتسجيل كافة الأدلة والوثائق ذات الصلة بالقضية قبل جلسة الاستماع، في وقت أماط فيه المحققون الإيطاليون اللثام عن تفاصيل المشاريع الثمانية والرشاوى التي دفعها الطليان للجزائريين لقاء الظفر بالصفقات.
وفي السياق، طلب مكتب الادعاء العام بمحكمة ميلانو وثائق وكشوف حسابات وكافة التفاصيل الخاصة بالمراسلات والرسائل الإلكترونية لـ 8 مسؤولين من شركتي سايبام ومجمع إيني، فضلا عن فريد بجاوي وموظفين من "شرطة" سوناطراك، وتسجيلها وجردها بكافة تفاصيلها وهذا قبل جلسة الاستماع التي لم تبرمج بعد لدى محكمة ميلانو.
وبحسب آخر التسريبات، فإن الأشخاص المعنيين بهذا الإجراء هم؛ المدير التنفيذي السابق لمجمع "إيني" باولو سكاروني، والمدير التنفيذي السابق لـ"سايبام" بييترو فرانكو تالي، ومدير المالية بـ"سايبام" أليساندرو برنيني، ومدير ماناجير سايبام وسنام بروجيتي بييترو فاروني، وفريد بجاوي المقرب من شكيب خليل ورجل ثقته، ومدير سايبام الجزائر السابق توليو أورسي، ومسؤول "إيني" لمنطقة شمال إفريقيا أنطونيو فيلا، وسمير أورياد، فضلا عن شركتي سايبام وايني، باعتبارهما شخصية معنوية.
وجاء في عريضة الاتهام التي نشر محتواها موقع البورصة الإيطالية، أنه "من أجل الحصول على منافع وامتيازات غير مستحقة لشركتي إيني وسايبام في عمليات تجارية واقتصادية دولية، أين تمكنت شركة "سايبام" من الحصول على مجموعة صفقات بأكثر من 8 مليارات أورو بالجزائر، وتمكن مجمع "إيني" من الحصول على حق استغلال حقل غازي "CAFC " بالجنوب الجزائري، وهذا لقاء "دفع رشاوى وامتيازات أخرى لموظفين رسميين بحكومة الجمهورية الجزائرية"، وهو الدفع الذي تم من شركة سايبام وبعض عملائها لصالح مؤسسة بيرل بارتنرز المحدودة التي مقرها هونغ كونغ وتعود ملكيتها لفريد بجاوي، بقيمة 197 مليون و934 ألف و798 دولار، موزعة عبر الصفقات المختلفة.
وبحسب طلب تسجيل الأدلة، فإن الرشاوى التي دفعتها سايبام لمختلف المسؤولين الجزائريين نظير الحصول على الصفقات توزعت كما يلي: 8.5 مليون أورو ما يفوق 85 مليار سنتيم لقاء مشروع "ميدغاز" الخاص بأنبوب الغاز الرباط بين الجزائر واسبانيا، و14.6 مليون أورو ما يفوق 146 مليار سنتيم، لمشروع Utbsحاسي مسعود، و8.6 مليون أورو، 86 مليار سنتيم، لمشروع LZ2 وهو أنبوب غاز رابط بين حاسي الرمل وأرزيو، و77.4 مليون أور (774 مليار سنتيم) لمشروع Lng Gl3z بأرزيو بالمنظفة الصناعية لسوناطراك.
ودفعت سايبام كذلك رشوة بقيمة 34.5 مليون أورو ما يفوق 345 مليار سنتيم لقاء الحصول على مشروع منشأة معالجة غاز البترول المميع جي بي أل حاسي مسعود، ورشوة أخرى بقيمة 41.4 مليون أورو أي أكثر من 414 مليار سنتيم، لحقل الغاز منزل لجمت شرق بحاسي مسعود، وهو المشروع الذي يشك المحققون في كون شكيب خليل هو من كان وراءه جنبا إلى جنب مع المدير التنفيذي السابق لمجمع إيني باولو سكاروني، حيث دخل هذا الحقل مرحلة الإنتاج شهر فيفري المنصرم، حسب اعترافات سابقة لمسؤول الهندسة بـ"سايبام" بييترو فاروني.
وجادت سايبام على مسؤولي سوناطراك كذلك بـ برشوة أخرى قوامها 13 مليون أورو "130 مليار سنتيم"، لقاء مشروع جي كا 3 الخاص بالشطر رقم 3 لأنبوب الغاز غالسي، وهذا فضلا عن تحويلات أخرى تمت في شكل دفع مقابل لخدمات تعاقدية تم تضخيمها وتلقاها فريد بجاوي عبر مؤسسته بهونغ كونغ، وأفراد من حاشية الوزير شكيب خليل وموظفين بسوناطراك حسب وثيقة جرد الأدلة لمكتب الادعاء بميلانو، مشيرة على أن رضا هامش على سبيل المثال استفاد من 1.75 مليون دولار ما يقارب 10 ملايير سنتيم، وهذا عبر حساب في مدينة جنيف السويسرية، وموظف سوناطراك عمر حبور، حيث حصل المحققون على أدلة تؤكد استفادته من تحويل مالي بقيمة 34.3 مليون دولار حوالي 275 مليار سنتيم، وهذا عبر حسابه في بنك عودة سارادار ببيروت اللبنانية.