وهو الذي بات قاب قوسين أو أدنى من الإقصاء من تصفيات كأس أوروبا 2016، بفرنسا بعد أن كان قبل 3 أشهر أحد أفضل المنتخبات في كأس العالم، إن لم نقل أفضلها، فالهولنديون أبهروا العالم بأدائهم المميز خلال كأس العالم، ونال فان غال من الإشادة ما نال، لأنه قاد فريقا شابا في مجمله وإن كان ممزوجا بخبرات فان بيرسي ودي يونغ وشنايدر، وحتما أرين روبين (الذي يراه الكثيرون الأفضل في المونديال) وبعد هذا النجاح للتجربة الثانية لفان غال مع "الطواحين"، أصبح توقع الجميع في الأراضي المنخفضة، أن تكون فترة غوس هيدينك الثانية موعودة بالنجاح أيضا، كون الفريق هو نفسه، لكن تغيير المدرب الخبير لطريقة اللعب والعودة إلى خطة 4-3-3 (بعد مشاورات مع اللاعبين كما ادعى) دون أن يملك أدواتها من لاعبين سريعين ومهاريين وبنوعية عالية، (كما اعتادت هولندا أن تمتلك) ومع تراجع مستوى أريين روبن -وهو الأمر الطبيعي بعد المستوى الكبير والمجهود الوفير الذي بذله في كأس العالم-، جعل هولندا تتخبط في مجموعتها الثامنة، فربما كان من الأفضل للهولنديين أن يعتمدوا على خدمات رونالد كومان، الذي يمكن القول أنه كان جاهزا أكثر من أي وقت مضى لاستلام المنتخب، بدلا من الوفاء لعادتهم بإعادة تسليم المنتخب لمدرب أشرف عليه في فترة سابقة، كومان بواقعيته وخبرته كلاعب ومدرب في أكثر من بلد أوروبي، وقدرته على الموافقة بين الأداء الجمالي والفعال بلاعبين عاديين، كالذين يمتلكهم منتخب "الطواحين" حاليا، قادر على تقديم الجديد، وهذا الرأي يستند لكون اللاعب السالف الذكر، لم يتعامل يوما مع فرق جاهزة، حيث استلم أجاكس وبنفيكا وفالنسيا وألكمار وفينورد وأخيرا ساوثهامبتون الذي يقدم معه أداء كبيرا في الدوري الإنجليزي، وكلها ليست كـ هولندا، ومن الطبيعي أن يقول الآن أنه غير مهتم بتدريب المنتخب بعدما وصل إلى ما وصل إليه مع فريقه الجديد، لكن الأكيد حسب كل من يعرفه، أنه كان مهتما بتدريب الطواحين، قبل أن توكل المهمة لهيدينك، وهنا تكمن الغلطة الكبرى بعدم القراءة الصحيحة من قبل مسؤولي هولندا، واستسهالهم للأمور بدلا من القراءة المتأنية لوضعية منتخبهم وحاجاته.
كلمات دلالية :
أوليفر هولت، كومان، هيدينك، هولندا