وصل عدد العوانس في الجزائر مؤخرا حسب إحصائيات لهيئات مختصة 12 مليون مرآة منها نحو 5 ملايين فوق سن 35سنة، حيث تحتل بلادنا المرتبة الرابعة عربيا فيما يخص تأخر الزواج عند النساء، غير أنه في المقابل تفشت في مجتمعنا ظاهرة عزوف الرجال عن الزواج لأسباب يراها المختصون أنها أصبحت تشكل خطرا يضرب كيان الأسرة وينذر بانهيار الروابط العائلية واستمرار الأجيال ويهدد قداسية الزواج الذي يعتبره الإسلام نصف الدين.
قدرت الأستاذة ثريا التيجاني محاضرة وباحثة في علم الاجتماع بجامعة الجزائر أن نسبة 50 بالمائة من الشباب الجزائري الذين تعدوا سن الثلاثين سنة غير متزوجين لأسباب تراها مادية تتعلق بأزمة السكن والدخل الشهري، وقالت المختصة إنه يوجد رجال بلغوا سن 55سنة ورغم ذلك لا يزالون يتخوفون من تجربة الزواج خاصة الذين تأثروا بعلاقات زوجية فاشلة تنتهي بالطلاق أحيانا، فيما ترى الدكتورة التيجاني أن النظرة للزواج تغيرت بتغير بعض العادات والتقاليد أو التخلي عليها ما جعل تكاليف الزواج تتضاعف لتصبح بمثابة نار تحرق كل من يقترب منها.
ودق بعض المختصين في علم الاجتماع ناقوس الخطر تجاه ظاهرة عزوف الرجال عن الزواج التي أصبحت تنخر كيان المجتمع وتهدد الأسرة.
في هذا السياق، أوضح المحامي لدى المحكمة العليا وأستاذ القانون بكلية الحقوق بن عكنون، إبراهيم بهلولي، أن قانون الأسرة الجديد الذي منح حرية أكثر للمرأة رغم أنه ساهم تدريجيا في خلق نوع من التخوف لدى الرجال الجزائريين في خوض تجربة الزواج خاصة فيما يخص منح حق الإيجار للمطلقة بعد سريان مفعوله منذ 2005، إلا أن السبب الرئيسي لعزوف بعضهم عن الزواج هو الجانب المادي لأن حسبه، أكثر هؤلاء يجهلون محتوى قانون الأسرة.
من جهته اقترح حجيمي جلول، الأمين العام للتنسيقية الوطنية للأئمة وموظفي الشؤون الدينية والأوقاف، ضرورة تجسيد صندوق الزواج الذي تجمع أموالهم من الزكاة التي يمنحها تجار وموالون وأصحاب مشاريع حيث تقوم لجنة في المساجد بتحديد الفقراء الراغبين في الزواج والذين تقدم بهم السن قصد التكفل بمراسيم وتكاليف زواجهم، مشيرا أن الجانب المادي يبقى المتحكم في ظاهرة عزوف الرجال عن الزواج حيث حذر من تفشي عقلية لدى الرجال تجعل المرأة هي من يقوم بكل شيء وهي من توفر المال وهي حالة حسبه قللت من صفة الرجولة لدى الذكور.