حيث واصل إبهار متتبعي "الخضر" بمستوياته المميزة التي يقدمها مع المنتخب الوطني منذ إلتحاقه به شهر مارس الفارط بتسجيله هدف المباراة الوحيد في شباك رواندا، مانحا بذلك ثلاثة نقاط ثمينة ضمنت له ولرفاقه التأهل لمباراة السد الفاصلة قبل جولة واحدة من نهاية دور المجموعات، ولم يكتف لاعب بولونيا الشاب بتسجيل الهدف فقط بل قام بإسترجاع بعض الكرات أيضا، وقاد حملات هجومية عديدة بتقمصه لدور صانع الألعاب في العديد من المرات.
وضع بصمته في جميع المباريات التي لعبها
وبالعودة إلى المباريات الرسمية التي خاضها تايدر حتى الآن رفقة "الخضر" نجد أن صاحب 21 سنة إستطاع تسجيل هدفين وتمرير كرتين حاسمتين في ثلاث مباريات فقط، حيث سجل هدفا وقدم تمريرة حاسمة لـ سليماني في مباراة الذهاب أمام البينين بملعب "مصطفى تشاكر" شهر مارس الفارط، ليعود بعدها ويمرر كرة حاسمة أخرى لـ سليماني أمام نفس المنتخب في مباراة العودة بـ "بورتونوفو"، قبل يختتم جولته الإفريقية الصيفية مع "الخضر" بهدف أول أمس أمام رواندا، وهي الأرقام التي عجز عن تحقيقها عدة مهاجمين مروا على المنتخب، مما يجعلنا نعتبرها جد رائعة بالنسبة لمتوسط ميدان مركزي مثل تايدر.
لم يجد أي مشكل في التأقلم مع الأجواء الإفريقية
تايدر الذي بدا واثقا من قدرته في تقديم مستوى جيد بأدغال إفريقيا عند حديثه مع وسائل الإعلام الوطنية قبل رحلتي البينين ورواندا كان عند مستوى ثقة الجمهور الجزائري ولم يخيبه رغم إفتقاده للتجربة الدولية، خصوصا في الملاعب الإفريقية، حيث إستطاع التأقلم مع الظروف الخاصة التي تتميز بها المباريات الإفريقية من أرضيات سيئة وأجواء مناخية قاسية، إذ حافظ خريج مدرسة غرونوبل الكروية على ثبات مستواه خلال مبارتي البينين ورواندا، ولم يظهر عليه أي تأثر من الناحية البدنية رغم لعبه لكامل أطوار المواجهتين التي عرفتا نشاطا كثيفا من طرفه بقطعه لمسافات طويلة نتيجة صعوده الدائم لمناطق المنافس لدعم رفاقه هجوميا والعودة للإسترجاع أيضا.
دفع حليلوزيتش للإبقاء على لحسن في الإحتياط
الإمكانيات الفنية والبدنية الكبيرة التي أظهرها تايدر خلال مباريات "الخضر" السابقة جعلت الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش يضعه على رأس قائمة لاعبيه المفضيل في خط وسط الميدان، حيث فضله على قديورة في المباراة الأولى أمام البينين، قبل أن يضحي البوسني من أجله في لقاء أول أمس بـ مهدي لحسن الذي غاب لأول مرة عن التشكيلة الأساسية لـ حليلوزيتش لأسباب فنية، وهي الخطوة التي توضح المكانة الخاصة التي أصبح يحظى بها متوسط ميدان بولونيا داخل تشكيلة "الخضر"، والتي دفعت حليلوزيتش للإستغناء عن لاعب بقيمة لحسن الذي يعد القائد الثاني للمنتخب الوطني بعد مجيد بوقرة.
روراوة لم يخطئ في الإصرار على خطفه من تونس
ومع توالي مباريات "الخضر" وإستمرار تألق تايدر خلالها يتأكد الجميع من صحة القرار الذي إتخذه محمد روراوة رئيس الإتحادية الجزائرية لكرة القادم في وقت سابق بدخوله في منافسة مباشرة مع مسؤولي الإتحادية التونسية الذين كانوا قريبين جدا من الحصول على موافقة تايدر النهائية للعب لصالح "نسور قرطاج"، قبل أن يكثف حليلوزيتش والمسؤول الأول في "الفاف" إتصالاتهما بـ تايدر ويقنعانه بإختيار المنتخب الوطني الذي يملك مشروعا رياضيا طموحا ولاعبين شبابا مميزين، ليتدخل روراوة بعدها مرة أخرى على مستوى "الفيفا" ويؤهله للعب مع "الخضر" في وقت قياسي، وهي المجهودات التي لم تذهب سدا بالنظر إلى الإضافة الكبيرة التي قدمها الشاب الموهوب للمنتخب.
موقع بولونيا يتابع خطواته مع "الخضر" بإستمرار
وفي نفس السياق، واصل موقع نادي بولونيا الرسمي على شبكة الإنترنت متابعته لنتائج تايدر رفقة المنتخب الوطني، حيث نشر أول أمس خبر قيادته "الخضر" إلى الفوز والتأهل إلى الدور الأخير من التصفيات الإفريقية المؤهلة لنهائيات كأس العالم المقررة صيف العام القادم بـ البرازيل، وتجدر الإشارة إلى أن تايدر مرشح لمواصلة مشواره رفقة بولونيا الموسم القادم رغم وجوده في دائرة إهتمامات أندية إيطالية عديدة مثل "الميلان" و"الإنتير" اللذان سبق لهما الكشف عن رغبتها في ضمه إلى صفوفهما، ويأمل مسؤولو بولونيا في إستمرار تطور مستوى لاعبهم الدولي الجزائري الموسم من أجل الإستفادة منه رياضيا وتحقيق أكبر عائد مالي ممكن من بيعه بعدها.