احتفلت الجزائر أمس السبت، باليوم العالمي لداء الزهايمر، أو ما يعرف شعبيا بـ"الخرف"، الذي بات من أكثر الأمراض العصبية انتشارا في الجزائر بمعدل 100 ألف حالة، حوّل عائلات المرضى إلى جحيم ومأساة، حيث تمتد المعانات مع هذا المرض من المصاب إلى جميع أفراد العائلة والأقارب والجيران، حيث يصاب المريض بفقدان تام للذاكرة وتقدير الأمور، وتصنيف الأشياء، لدرجة يجهل فيها المرضى أطفالهم وزوجاتهم ويفقدون القدرة على القيام السليم بالاحتياجات اليومية على غرار الأكل والشرب وكيفية قضاء الحاجة وينسون العناوين والحياة الماضية..
وفي هذا الإطار، أكد البروفيسور شاكولي، مختص في أمراض الأعصاب، أمس، خلال ندوة خاصة حول واقع داء الزهايمر في الجزائر، أن 100 ألف جزائري يعانون من هذا الداء حاليا، مضيفا أن المرض كان يشمل المسنين فقط، غير أنه بات يمتد إلى الفئات الأصغر سنا في سن الخمسينات بسبب الاستهلاك غير العقلاني للتبغ والكحول.
وكشف أن داء الزهايمر كان مجهولا في الجزائر قبل 20 سنة، أين كانت العائلات وحتى الأطباء والمرضى يجهلون ماهية المرض الذي كان يقتل الجزائريين في صمت، غير أن ارتفاع الإصابات من عام إلى آخر جعل الأطباء يسلطون الضوء على هذا الداء الذي تحول إلى أخطر الأمراض العصبية في الجزائر، لهذا فإنه من الضروري التكفل الجيد بفئة المسنين، وتعد العائلة عاملا مهما في العلاج بالنسبة، للشيوخ الذين يعانون من الزهايمر، "أظن أن للأسرة دور كبير في علاج هؤلاء المرضى والتكفل بهم، والحمد لله أن العائلة الجزائرية واعية بذلك، فالحنان والرعاية التي تقدمها الأسرة للمريض مع الاستماع إليه والتحدث معه، عوامل مهمة جدا من أجل علاجه ومساعدته نوعا ما.. "
وأكد المتحدث أنه لا توجد مراكز خاصة برعاية مثل هذه الحالات في الجزائر، معتبرا أن وضع هؤلاء في مراكز الشيخوخة مثلا، لا يساعدهم أبدا، بل بالعكس يزيد حالتهم تدهورا، ففي ظل غياب هذه المراكز الخاصة، فإن هؤلاء الأطباء يستقبلون مرضاهم في المتشفيات في اختصاصات جراحة الأعصاب بكل فروعها، ويرى محدثنا أنه لابد من التكوين في هذا المجال بإحداث مراكز خاصة للتكفل بمرضى "الزهايمر" وتوفير كل الإمكانات اللازمة من أجل ذلك أيضا.
كلمات دلالية :
الزهايمر