أبدت الجزائر، الاثنين، استعدادها لاحتضان حوار شامل على أراضيها بين الفرقاء الليبيين لحل الأزمة في البلاد التي تشهد انقساما سياسيا حادا تظهر فيه حكومتان وبرلمانان، ويأتي القبول الليبي المبدئي على الدعوة الجزائرية نتيجة أنها محل ثقة لعدم تورطها في ترجيح أي طرف على آخر.
قال المتحدث الرسمي باسم المؤتمر الوطني العام الليبي عمر حميدان، ردا على سؤال للشروق كيف تنظرون إلى دعوة الجزائر رعاية حوار ليبي على أراضيها "نحن نرحب بمبادرة الجزائر رعاية الحوار بين الفرقاء الليبيين"، وتابع المسؤول في السلطة التشريعية "الموقف الجزائر ومنذ بداية الأزمة في ليبيا، كان موقفا متوازنا، ووقف في نفس المسافة مع الجميع، وهذا الأمر يجعل الجميع موافقين على الدور الجزائري حيال الأزمة التي نمر بها"، وتبعا للموافقة المبدئية من الهيئة التشريعية الليبية للمقترح الجزائري، أوضح محدثنا أن المؤتمر العام الليبي المتمسك بشرعيته في مواجهة البرلمان المنصب بمدينة طبرق سيناقش آليات الحوار والمواضيع التي سترفع إلى الجزائر إن تحقق الحوار فيها جميع الأطراف الليبية.
وعن تفضيل الجزائر لرعاية حوار ليبي ليبي، مقارنة مع دول إقليمية أو دولية ذلك، أرجع الأمر إلى حياد الجزائر في الأزمة الليبية، وعدم مساندة طرف ضد طرف آخر، مثلما هو الحال مع مصر والإمارات، والتي قال عنهما "الجزائر كانت ولا تزال محل ثقة بالنسبة لنا، عكس مصر التي ظهرت أنها طرف أساسي في الأزمة الليبية"، ويقدم سببين لذلك الأول أن لها أطماع أو أنها دفعت نتيجة لمؤامرة دولية، وربط تورط الإمارات بحملة التوقيفات التي طالت عددا من رجال الأعمال الليبيين المقيمين في الإمارات.
وبمقابل ذلك، نفى عمر حميدان تسجيل أي عمل عسكري ولو محدود، من الجزائر في التراب الليبي، وأكد يقول "لم يثبت لدينا حدوث عمل عسكري جزائري، ولا حتى اشتباه، وهذا الأمر سيؤكد من خلال التحقيق الذي تعده لجنة خاصة من المؤتمر العام، والتي تتحرى في اشتباه أعمال عسكرية خارجية داخل التراب لليبي.. وحتى لا استبق الأمور في إعلان نتائج التحقيق أبلغكم أن اسم الجزائر لم يطرح بتاتا، عكس مصر والإمارات".
وقدم وزير الاقتصاد الليبي مصطف أبو فناس، نفس الطرح الذي تبناه عمر حميدان، وذكر الوزير في حديث للشروق، حول دعوة الجزائر على لسان لعمامرة، رعاية حوار ليبي ليبي "الجميع في ليبيا ينظر إلى الجزائر أن لها دور إيجابي في الصراع الحاصل، وينظر إليها بعين الاحترام، فقد كانت متوازنة في مواقفها، ولم تتورط في مساعدة طرف على آخر"، ومقابل ذلك عاب الوزير أبو فناس الدورين السوداني والمصري في ليبيا، واعتبرهما غير مؤهلتين ليكونا در الوسيط في الأزمة.
وكان وزير الخارجية رمطان لعمامرة، قد أعلن أن الجزائر لا تمانع في استضافة لقاءات على اختلاف أنواعها تفضي إلى التوصل لحل في ليبيا، إذا ما أبدى الليبيون الرغبة في ذلك.
وأوضح لعمامرة في مؤتمر صحفي جمعه مع نظيره البرتغالي روي شانسيريل دي ماشيت، أول أمس، أن موقف بلاده يدعو إلى حوار وطني وإلى مصالحة، وإعطاء الفرصة للمؤسسات المنتخبة كي تكتسب المزيد من المشروعية عبر جمع الشمل، حسب تعبيره.
ورغم أن لعمامرة اعتبر الأزمة الليبية شأنا داخليا ليبيا، فإنه أكد أن بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي انطلاقا من "المصير المشترك بين البلدين والتاريخ الحافل بالتضامن".
وأكد لعمامرة أن الجزائر لم تكتف بالاستماع للفرقاء وتقديم النصيحة، بل إنها ستعمل على إعادة بناء اللحمة والاستفادة من فرص التحول الديمقراطي عبر الحوار الوطني، وفق الوزير.
كلمات دلالية :
فرقاء ليبيا