شدد وزير الشؤون الدينية محمد عيسى على تعميق إصلاحات المنظومة التكوينية للأئمة، معترفا بضعف التكوين لدى الأئمة بما يتماشى مع متطلبات الخطاب الديني، خاصة في الدول الأوروبية، حيث وجدت الوزارة -حسبه- صعوبة في إيجاد كفاءات للتدريس في الخارج، لاسيما أمام تزايد معتنقي الإسلام هناك، وأكد الوزير أن المساجد في الجزائر أصبحت ”محصنة” ضد أفكار الإرهاب والتطرف، مشيرا إلى وضع أجهزة للتفتيش لتصدي الأئمة للأفكار المتطرفة والعمل على مراجعة مادة التربية الإسلامية في المدارس التربوية والخاصة. وأشار عيسى إلى وجود تعليمة من الوزير الأول عبد المالك سلال تتضمن تدعيم المدارس القرآنية بالأدوات البيداغوجية مثل المدارس التربوية في إطار تطوير مناهج التدريس ومراجعة مادة التربية الدينية في المدارس العمومية والخاصة للانتقال من وضعية غير سليمة تقتصر على تعلم الأحكام وحفظها إلى مادة تغير من سلوكيات التلميذ.
وفي رده على سؤال ”البلاد” حول التصريحات التي أدلت بها النقابة المستقلة للأئمة والتي تتهم فيها الوصاية بالتضييق عليها، ونفى التضييق على الأئمة معتبرا أن مطالب النقابة مشروعة جدا وأن الوزارة تعمل على إشراك هذه الفئة في القرارات المتخذة بالقانون التوجيهي.
وأكد عيسى أن وزارته تعتزم إحداث إصلاحات عميقة هذا الموسم في المنظومة التكوينية للأئمة تكملة للإصلاحات التي شرعت فيها الوزارة منذ 2008، واعترف الوزير بوجود نقائص كبيرة وخلل في تكوين الأئمة وهذا ما دفع بالقائمين على الوزارة إلى إعادة النظر في مستوى التكوين من خلال تدعيم التكوين في المعاهد بتكوين مواز آخر يتم على مستوى ”المساجد التطبيقية” التي سيشرف عليها أحسن الأئمة والتي ستكون بمعدل مسجد لكل دائرة، ولفت الوزير إلى أن هذه الإصلاحات تقتضيها الأوضاع الراهنة للخروج من مرحلة ولت كان الهدف الرئيسي خلالها تحصين المساجد ومنع التيارات المتطرفة من الاستيلاء عليها، وأوضح عيسى أن هدف البرنامج الجديد هو تحصين المساجد من الأفكار المتطرفة والتشدد والإرهاب، مشيرا إلى أن الوزارة وضعت أجهزة للتفتيش تجعل الإمام يتصدى لكل الطوائف والأفكار السلبية التي قد تعترض مساره المهني، معترفا بأنه في كثير من الأحيان عجزت الوزارة عن إيجاد إمام لتلقين الدروس في دول أوروبية لعدم إتقانه اللغات. واعتبر أن رفع مستوى التكوين لابد منه، لاسيما في ظل تزايد معتنقي الإسلام، حيث تسجل فرنسا وحدها اعتناق 10 أشخاص الدين الإسلامي يوميا. وشدد في هذا السياق على أن الإدارة لن تتساهل في المكان المخصص لتكوين إطاراتها ولا في طريقة تعيين المشرفين على العملية، مشيرا إلى أن المطلوب هو أئمة ينجحون في محاربة الآفات والإجرام من خلال العمل التوجيهي والتوعوي. وقال بهذا الخصوص ”لايزال هناك لحد اليوم شباب يلتحقون بالجماعات الإرهابية ولا يزال هناك شباب آخرون يتعاطون المخدرات ويقومون بسلوكات مشينة حالما يخرجون من المساجد .
كلمات دلالية :
مادة التربية الإسلامية