وجد المواطنون أنفسهم في مأزق حقيقي، بعد أن أنهكت مصاريف الدخول المدرسي كاهلهم، ليضاف إليها التهاب أسعار الخضر والفواكه، وهو ما جعل محدودي الدخل في صراع بين دخلهم الضعيف الذي لا يكاد يغطي احتياجات عائلاتهم الغذائية ومستلزماتهم المعيشية.
"الشروق" تجولت في الأسواق وعايشت رفقة المواطنين خيبتهم وعودتهم إلى المنازل بـ"قفف" فارغة.
سخط وغضب شديدان هما السمة التي طبعت جولات المواطنين هذه الأيام في الأسواق، فبعد أن أتى الدخول المدرسي على نصف ميزانية الأسرة، ها هو ارتفاع أسعار الخضر والفواكه يأتي ليكمل ما تبقى، ليكون خروف العيد الضربة القاضية التي تقضي على الميزانية التي هزتها زلازل عنيفة منذ حلول شهر سبتمبر.
أسعار البطاطا وهي الطبق المفضل عند الجزائريين تتراوح مابين 60 و65 دج، أما البصل 50 دج، ورغم أننا في فصل الصيف والذي يكثر فيه إنتاج الطماطم، إلا أن سعرها مرتفع جدا مقارنة بسعرها الموسمي، حيث يبلغ ثمن الكيلوغرام منها 80 دج، الكوسة والجزر 70 دج، ناهيك عن الفاصولياء الحمراء والتي وصلت لحدود 300 دج، الفاصولياء الخضراء "الماشتو" 170دج.
وخلال حديثنا مع أحد الباعة، أكد لنا بأن الأمر يتعلق بتجار سوق الجملة، فأصحاب المزارع يبيعون خضرهم بأسعار منخفضة ليستولي عليها "المعاودية" وهم من يقومون برفع الأسعار، مضيفا أن البطاطا والتي يشتكي الجميع من ثمنها المرتفع تعرف ندرة في سوق الجملة وقد اقتناها بـ53 دج والسبب في ذلك غياب الرقابة في سوق الجملة، فالباعة يرفعون الأسعار وفق رغباتهم وأهوائهم.
لهيب الأسعار جعل المواطنين غير راضين، حيث عبرت لنا الحاجة "فطيمة" عن امتعاضها قائلة: انظري قفتي فارغة ومع هذا دفعت 500 دج مقابل القليل من البطاطا، البصل والطماطم.. مكملة، أما الفاكهة لم أتذوق طعمها منذ شهر رمضان الماضي، فسعر التفاح المحلي 160 دج أما النيكتارين بـ280 دج، وهذا كثير جدا، في حين أعلن الحاج "علي" أنه سيكتفي بالحبوب الجافة والعجائن رغم ارتفاع حرارة الجو إلى حين انخفاض أسعار الخضر.
وحول الموضوع، أوضح الناطق باسم الاتحاد الوطني للتجار والحرفيين، الحاج الطاهر بولنوار، في اتصال مع "الشروق" أمس، أن بعض أنواع الخضر تعرف ارتفاعا نسبيا في الأسعار على غرار البطاطا التي يتزايد الطلب عليها على مدار العام، إلا أنها هذه الأيام تعرف نقصا فادحا خاصة وأن الجزائريين يستهلكون 100 ألف طن كل 10 أيام، بينما الإنتاج الوطني لا يتجاوز 4 ملايين طن سنويا.
وأردف الناطق باسم الاتحاد، أن هناك ما بين 25 إلى 30 بالمائة من البطاطا تكون غير صالحة للتسويق، فهناك كميات تتلف خلال عملية الجني لاعتماد الفلاحين على الطرق التقليدية أو على مستوى غرف الحفظ والتبريد كونها غير مؤهلة وتفتقد إلى اليد الفنية والخبرات التقنية.
وأرجع بولنوار ارتفاع سعر الخضر والفواكه لقلة الأسواق الجوارية وهو ما يتسبب في تضخيم الفارق بين سوق الجملة والتجزئة، مستطردا بأن الجزائر تعاني من عجز في إنتاج الفواكه قدره 30 بالمائة، لذا فإنه يعتمد على الفواكه المستوردة.. وللقضاء على المشكل، اقترح الناطق باسم اتحاد التجار جملة من الحلول، أهمها ضرورة رفع الإنتاج، ودعم المزارعين فنيا وماديا، وتحسين آداء غرف الحفظ والتبريد مع إنجاز مساحات تجارية خاصة بالتجزئة.
كلمات دلالية :
زلزال في الأسعار