كشفت، تقارير نقابات التربية المستقلة، أن الدخول المدرسي الجاري، عاد بمشاكله "لنقطة الصفر"، وبالتالي فإن نفس مشاكل السنوات الماضية قد ظهرت مجددا، خاصة ما تعلق بنقص التأطير البيداغوجي في مواد الفرنسية، الرياضيات والفيزياء، الاكتظاظ في الأقسام وتدشين مؤسسات تربوية جديدة بدون مديرين، بالإضافة إلى استعانة الوصاية بأساتذة الشريعة لتدريس الإعلام الآلي للتلاميذ.
كشف، الأمين الوطني المكلف بالتنظيم بالنقابة الوطنية لعمال التربية، قويدر يحياوي، أن هيئته قد رفعت تقريرا مفصلا، قيّمت فيه الدخول المدرسي الجاري في أسبوعه الأول، بحيث أن العديد من المشاكل التي كانت مطروحة في السنوات الماضية عادت لتظهر هذه السنة، خاصة ما تعلق بمشكل "الاكتظاظ" الكبير في الأقسام في الأطوار التعليمية الثلاثة "ابتدائي، متوسط وثانوي"، بحيث تجاوز عدد التلاميذ بالفوج الواحد 50 تلميذا، سيما الأقسام النهائية بسبب وصول الكوكبتين من تلاميذ السنة الخامسة ابتدائي والسنة الثالثة أساسي الناتجتين عن إصلاح المنظومة التربوية، إضافة إلى 124 ألف راسب في بكالوريا جوان الماضية.
في حين استدل محدثنا بمثال حي لمتقنة "قروف محمد" بالعالية بولاية بسكرة، بحيث بلغ عدد التلاميذ بها 1400 تلميذ مقابل توفر 27 حجرة فقط، في حين وصل عدد الأفواج إلى 36 فوجا تربويا، وهذا ما يعني أن 9 أفواج دون أقسام، ما دفع بإدارة المؤسسة إلى ترك التلاميذ في ساحة الثانوية وهم لحد الساعة لم يستأنفوا الدراسة، خاصة بعدما رفضت مديرية التكوين المهني بالولاية إعارتهم قاعات للدراسة، مثلما لجأت إليه في السنة الماضية على اعتبار أن المشكل قديم وليس وليد اليوم.
وأضاف، المسؤول الأول عن التنظيم بالنقابة، أن التقرير نفسه قد تطرق أيضا إلى مشكل نقص "التأطير البيداغوجي" في عدة مواد على رأسها الرياضيات، الفرنسية والفيزياء، لأن وزارة التربية الوطنية من خلال مديرية الموظفين قد فتحت باب التوظيف لفائدة الأساتذة في الأطوار التعليمية الثلاثة، رغم أنها من المفروض أن تفتح التوظيف في رتبتي أستاذ مكون ورئيسي، لأن الآلاف من الأساتذة في هاتين الرتبتين قد أحيلوا على التقاعد وظلت مناصبهم المالية شاغرة لحد الساعة دون تعويض. مؤكدا أنه بعد مرور أسبوع على الدخول المدرسي لا يزال التلاميذ دون أساتذة.
وأكد، محدثنا أن الدخول المدرسي الجاري قد استأنف بمشاكل "قديمة" صارت تذكر كل سنة، أين تم تسليم مؤسسات تربوية جديدة لكن دون "مديرين"، ودون طاقمها الإداري أي المراقب العام والناظر والفريق التربوي، وهو ما انعكس سلبا على عملية توزيع التلاميذ على الأقسام وإعداد قوائم التلاميذ وتحضير التوقيت الأسبوعي للأساتذة، وهذا الغياب قد أثر سلبا على التعامل مع التلاميذ المفصولين الذين هدد بعضهم باللجوء إلى الاحتجاج حتى يتم إعادتهم إلى الأقسام.
وشدّد، محدثنا، أن السبب الذي زاد الدخول المدرسي تعقيدا، هو التقارير "المغلوطة" التي يرفعها مديرو التربية الوطنية سنويا، التي يطمئنون فيها الوزيرة بن غبريط بأنه لا وجود لأي مشاكل، ما يعطي انطباعا بأن الدخول المدرسي "مميز وخال من أي عراقيل، خوفا على مناصبهم، رغم أن الواقع المعاش يثبت العكس تماما". فيما تطرق التقرير نفسه إلى مشكل "الأقسام الدوارة" خاصة في ظل مواصلة العمل باعتماد الأعمال الموجهة في التعليم المتوسط والثانوي، بحيث لما يكون قسمان يدرسان في وقت واحد ولديهما حصة الأعمال الموجهة يتطلب من إدارة المؤسسة توفير 4 أقسام إضافية وهو ما خلق مشكلا كبيرا.
كلمات دلالية :
مدارس بلا مديرين