يلتقي اليوم الوزير الأول عبد المالك سلال، في اجتماع وزاري مشترك وزراء القطاعات المعنية بتحسين وجه العاصمة والقضاء على البنايات القديمة بصفة نهائية، في سياق بحث كيفيات ضمان تسيير عصري لعاصمة البلاد، التي احتلت ذيل ترتيب العديد من التصنيفات العالمية من حيث النظافة وغياب المرافق العمومية.
استدعى الوزير الأول، وزراء 10 قطاعات إلى اجتماع وزاري مشترك يزمع عقده خارج أسوار قصر الدكتور سعدان، إذ فضل سلال أن يلتقي وزراءه في حضور والي العاصمة عبد القادر زوخ، بمقر ولاية الجزائر في سابقة هي الأولى من نوعها، في خطوة تحمل دلالة واحدة تخص حتمية تحسين وجه العاصمة والنهوض بها، حتى ترتقي إلى مصاف عواصم العالم.
المجلس الوزاري المشترك، الذي يعول على نتائجه لحل مشكل البنايات القديمة بالعاصمة، يحمل جدول أعماله ملفين فقط، ويتعلق الأمر بملف تسيير المدينة، وملف البنايات القديمة، وكيفية طي هذا الملف نهائيا في ظل الحديث عن تقارير تؤكد تنامي تعداد البنايات القديمة والخطورة التي تشكلها هذه البنايات في الحياة اليومية للمواطن، وكذا تأثيرها السلبي على ترتيب العاصمة في مختلف التصنيفات.
ونبه أصحاب التقرير "المرعب" أن ملف البنايات القديمة يؤثر تأثيرا مباشرا على مختلف مشاريع التنمية المبرمج إقامتها في العاصمة، خاصة ما تعلق بالبرامج السكنية بمختلف صيغها والبنى التحتية من مشاريع طرقية ونقل ومرافق، وأكدت مصادر "الشروق" أنه من المزمع أن يعطي الاجتماع نفسا جديدا لعمليات الترحيل المزمعة خلال هذا الشهر، لإخلاء الوعاءات العقارية التي تبقى تشكل حجر= عثرة في وجه المشاريع التنموية في العاصمة التي فشلت كل أساليب "البريكولاج" في تحسين واجهتها، فلا استعانة والي العاصمة السابق محمد كبير عدو بنخيل الصحراء التي فقدت صلاحيتها جمّل العاصمة، ولا جدار عبد القادر زوخ استطاع جعل منها العاصمة التي يتمناها أي جزائري، ولا مشروع عمارة بن يونس "الجزائر عاصمة لا تنام" أيقظها من سباتها.
ومعلوم أن عملية الترحيل الأخيرة مكنت مصالح ولاية الجزائر من استرجاع أوعية عقارية عند حدود 52 هكتارا من الأراضي يرجح استغلال هذه الأوعية العقارية التي تقع أساسا بالحراش وحسين داي وبئر خادم ووادي قريش ورايس حميدو وبولوغين وباب الواد في العديد من المشاريع لاسيما السكنية منها.
ويرتقب أن تفعل نتائج ثاني اجتماع وزاري يعقده سلال خارج أسوار مبنى الدكتور سعدان، بعد ذلك الذي احتضنته ولاية قسنطينة، عمليات الترحيل والقضاء على البنايات القديمة، بعد أن تقرر تفويض مهمة تسيير العاصمة إلى هيئة رسمية صلاحياتها واضحة وهوامش تحركها محددة، شأنها شأن وكالات التسيير المكلفة بتوزيع المياه أو شركات تسيير المطارات والموانئ وغيرها في خطوة لضمان تسيير حديث.
تحرك الحكومة لعلاج "بشاعة" وجه العاصمة الجزائرية، يأتي في أعقاب مخطط وطني للنظافة والقضاء على النفايات كان قد أطلقه سلال فور تسلمه مهمة تسيير شؤون الحكومة في 3 سبتمبر 2012، كما يأتي مباشرة بعد تقرير دولي أنجزته إحدى وسائل الإعلام البريطانية، جعل العاصمة في المراتب الخمس الأخيرة بين أسوأ مدن العالم، من حيث ظروف العيش، وغياب المرافق العمومية والنظافة، وجاءت الجزائر حسب هذا التقرير إلى جانب عشر مدن في المراتب الأخيرة، وهي لاغوس عاصمة نيجيريا، هراري عاصمة زمبابوي، كراتشي كبرى مدن باكستان، دمشق عاصمة سوريا، وحلت الجزائر في المرتبة الـ 135، بواقع 40.6 نقطة، محافظة بذلك على ترتيبها السنة الماضية، ولم تتقدم الجزائر سوى على أربع مدن فقط، من مجموع 140 مدينة التي شملتها الدراسة.
كلمات دلالية :
عصرنة وتبييض العاصمة