استخدمت الحكومة في برقية التعزية التي وجهتها إلى عائلتي الدبلوماسيين الجزائريين المختطفين، كلمة "المغتالين".. وهو ما دفع المتتبعين إلى التساؤل عما إذا كانت وفاة القنصل، بوعلام سايس، قد كانت وفاة طبيعية أم أنه راح ضحية اغتيال جبان، أم أن احتجاز القنصل لمدة 28 شهرا إلى غاية إصابته بمرض مزمن، يعتبر بمثابة الاغتيال؟
وكانت البرقية الثانية لوكالة الأنباء الجزائرية، التي أوردت بيان وزارة الخارجية عن تحرير الرهينتين المتبقيين، قد تحدثت عن وفاة طبيعية للقنصل السابق بمدينة غاو المالية، أرجعتها إلى "مرض مزمن"، غير أن البرقية الثالثة، عادت لتستعمل عبارة "الدبلوماسيين المغتالين"، الأمر الذي ساهم في تغذية الشكوك.
وجاء في بيان التعزية: "في هذه الظروف الأليمة تجدد الحكومة الجزائرية تعازيها الصادقة لعائلتي الدبلوماسيين المغتالين وتؤكد لهما دعمها الكامل، كما تنحني أمام روحي شهيدي الواجب وتشيد بتفانيهما في أداء واجبهما في خدمة الأمة".
وأوضح البيان أنه "طوال فترة الاحتجاز لم تدخر السلطات الجزائرية المختصة جهدا للحصول على إطلاق سراح دبلوماسيينا من دون قيد أو شرط، واحتراما للموقف العقائدي لبلادنا والتزاماتها الدولية برفض دفع الفدية"، في إشارة إلى توصية مجلس الأمن الدولي التي تجرم دفع الفدية إلى الخاطفين، والتي كانت من اقتراح السلطات الجزائرية.
وأثنى البيان على ما وصفه "الإرادات الحسنة التي سمحت بالتوصل إلى الإفراج عن الرهائن"، في إشارة ضمنية إلى وجود وساطات ساهمت في الإفراج عن الرهائن، غير أنه لم يوضح هوية هذه الوساطات، التي يعتقد أنها أزوادية، لتزامنها وانطلاق الجولة الثانية من المفاوضات بين الفصائل الأزوادية والحكومة المركزية في باماكو.
وبالمقابل، شددت الحكومة الجزائرية في بيان التعزية، على "ضرورة مواصلة مكافحة الإرهاب ومختلف تفرعاته المتمثلة في تهريب المخدرات والجريمة المنظمة في منطقة الساحل، وعبر كامل المناطق الأخرى في القارة والعالم وتجدد ندائها إلى تعزيز التعاون الدولي للقضاء على هذه الظواهر"، يضيف البيان.
من هو بوعلام سايس؟
يعتبر قنصل الجزائر بـ "غاو"، الواقعة شمال شرق مالي، بوعلام سايس، ضابطا سابقا في الجيش. وقد أوكلت إليه مهمة إدارة قنصلية تعتبر من أكثر المراكز الدبلوماسية حساسية بسبب الوضع الأمني المتفجر في شمال مالي، الذي كان يطبعه سيطرة متمردي التوارق وعرب البرابيش، على إقليم الأزواد، في الوقت الذي كانت فيه دولة مالي تحت رحمة انقلاب عسكري قاده عسكري برتبة عقيد.. وقد تردد خلال عملية الاحتجاز تدهور حالة أحد الرهائن، ولم يكن المعني سوى القنصل بوعلام سايس، الذي كان يعاني من مرض السكري.
كلمات دلالية :
وفاة القنصل