والتي باتت تشكل خطرا على صحة أبنائهم وتجعلهم عرضة للإصابة بمختلف الأمراض كالحساسية والالتهابات الجلدية، لاحتوائها على كميات كبيرة من "الرصاص" تلحق بالجهاز الهضمي وجلد أبنائهم أضرارا بليغة.
وكانت الأدوات المدرسية المنتشرة في الأسواق الموازية، ومعظمها من صناعة صينية أو مستوردة من دول جنوب آسيا، وتتخذ في أغلب الأحيان شكل الألعاب والرسومات المتحركة للفت انتباه الأطفال بغية زيادة الإقبال عليها، تحتوي على بعض المواد التي تبعث على التساؤل والحيرة في نفوس أولياء التلاميذ لكونها مجهولة المصدر كمياه ملونة، أضواء، وبعض الكريات وحتى علب العجينة الموجهة إلى الأطفال بألوان وصبغات مختلفة مشكلة خطرا على صحة أبنائهم، في ظل عدم وجود مرفقات حول تركيبة هذه الأدوات والتي هي في الغالب عبارة عن مساطر، أقلام تلوين، مباري، ممحاة وغيرها.
ولم تسلم المآزر المدرسية أيضا من انتقادات وتخوفات الأولياء، بعد أن اجتاحت الأسواق المحلية وبالأخص الموازية مآزر مصنوعة من أقمشة رديئة، تحدث طفحا جلديا واحمرارا لمرتديها، وهو ما أكده لنا بعض المواطنين.
وقد دعا رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث العلمي ورئيس مصلحة طب الأطفال بمستشفى الحراش، البروفيسور خياطي، في اتصال مع "الشروق"، إلى تشكيل لجان تابعة لوزارة التجارة لتقوم بأخذ عينات من المواد المدرسية الموجودة في الأسواق وعرضها على المخابر التابعة للوزارة لفحصها وتحديد مدى خطورتها على صحة التلاميذ.
وأردف البروفيسور خياطي أن الأدوات الموجودة في السوق المحلية مصنوعة من مواد كيماوية تشكل خطرا على الصحة أو من مواد رخيصة كالمساطر والأقلام مجهولة التركيبة، وهو ما يتسبب في إصابتهم بحساسية في اليدين والفم، حتى إن بعض الأطفال أصيبوا بالتهاب في الأمعاء جراء ابتلاعهم لهذه الأدوات، معقبا بأن بعض الأدوات الموجودة في الأسواق لا تتطابق التركيبة المذكورة عليها مع المواد الحقيقية المصنوعة منها، وهي حيلة يلجأ إليها المستوردون لإدخال المنتج إلى السوق الجزائرية، غير أن انعكاساتها على صحة التلاميذ تكشف حقيقتها.
وطالب رئيس هيئة "فورام" وزارة التجارة بتشديد الرقابة على هذه الأدوات لأن مستعمليها أطفال وأجسادهم وجلودهم حساسة جدا، فبعض الأطفال أصيبوا بحساسية على مستوى الساعد واليد، جراء ارتداء مآزر من نوعية رديئة جدا.
في حين اعتبر رئيس جمعية حماية المستهلك لولاية الجزائر، مصطفى زبدي، في اتصال مع "الشروق"، أن بعض الأدوات المدرسية الموجود في السوق المحلية تشكل خطرا على التلميذ من التحصيل العلمي والناحية الصحية، فبعض الأدوات التي تتخذ شكل ألعاب تلهيهم عن متابعة الدروس بشكل جيد وأخرى تشكل خطرا صحيا.
وقد تم تسجيل حالات تسمم في أوساط التلاميذ بسبب بعض الأدوات المدرسية مثل الغراء، والذي كانت على شكل رضاعة، وممحاة على شكل فواكه، خلال السنوات الماضية.
وذكر "زبدي" أن الأغلفة أيضا في حالة عدم معالجتها بطريقة جيدة فستلحق أضرارا بالتلاميذ، لذا يتوجب على الأولياء اختيار الأدوات الخاصة بأبنائهم بعناية فائقة من المحلات النظامية الخاضعة للمراقبة والمستوردة بطريقة قانونية والابتعاد عن الأسواق الموازية.