كشفت النقابة الوطنية لعمال التربية أن نسبة 70 بالمائة من تلاميذ الأقسام النهائية الذين رسبوا في امتحان شهادة البكالوريا، أي ما يعادل 174 ألف تلميذ سيجدون أنفسهم في الشارع من أصل 247 ألف راسب، إذا لم يتم فتح مناصب مالية كافية في التعليم الثانوي مع أفواج جديدة لاستقطاب أكبر عدد منهم، في الوقت الذي طالبت النقابة بأهمية العودة للعمل بنمط "الأقسام الخاصة" التي تم إلغائها سنة 2006، موضحة بأنه من مجموع 100 تلميذ فإن 10 تلاميذ فقط من يلتحقون بالجامعة.
أفاد، الأمين الوطني المكلف بالتنظيم، بالنقابة الوطنية لعمال التربية، قويدر يحياوي، في تصريح لـ"الشروق"، أن فتح أكبر عدد من المناصب في الطور الثانوي، فتح أفواج جدية وكذا العودة للعمل بنظام "الأقسام الخاصة" التي تم إلغائه سنة 2006، وتم العودة إليه سنة 2009 بصفة استثنائية، هي بمثابة الحلول "السحرية" التي ستسهل على مديري الثانويات استقطاب أكبر عدد ممكن من التلاميذ المعيدين في امتحان شهادة البكالوريا، خاصة وأن عددهم قد قدر بـ247706 معيد ما يعادل نسبة 55 بالمائة، وإلا فإن نسبة 70 بالمائة منهم سيجدون أنفسهم في الشارع، داعيا إلى ضرورة أن يكون هناك تنسيق بين وزارتي التربية الوطنية والتكوين والتعليم المهنيين لتوجيه أكبر عدد ممكن من الراسبين نحو الحياة العملية بالنسبة للذين لا تتوفر فيهم شروط إعادة امتحان شهادة البكالوريا كمترشحين متمدرسين.
أكد مسؤول التنظيم بالنقابة أن التلاميذ الذين يعيدون السنة ثالثة ثانوي "إجباريا" هم التلاميذ الذين لم تسبق لهم الإعادة في الطور الثانوي، دون اللجوء إلى عقد مجلس القسم أو مجلس التعليم، وأما بخصوص التلاميذ الذين سبق لهم وأعادوا السنة، ففي هذه الحالة فإن الثانوية مدعوة لعقد مجلس للتعليم في مطلع الموسم الدراسي للنظر في إمكانية إعادتهم من خلال ضبط عدة شروط تتعلق أساسا بالخريطة البيداغوجية والمقاعد البيداغوجية المتوفرة على مستوى كل ثانوية.
شدّد، محدثنا بأنه لا يمكن متابعة مديري الثانويات قضائيا في حال إذا رفضوا إعادة أي تلميذ، على اعتبار أن التعليم الثانوي غير"إلزامي"، بناء على الأمرية المؤرخة سنة 1967 المحددة للتعليم الإلزامي بالطور الثانوي والمتوسط واستثناء التعليم الثانوي من ذلك، وهو ما أدى إلى ارتفاع نسبة الرسوب المدرسي، معلنا عن تعرض العديد من مديري الثانويات إلى مشاكل عديدة في بداية كل دخول مدرسي، بحيث يتعرضون لاعتداءات لفظية وحتى جسدية من قبل أولياء التلاميذ وحتى التلاميذ أنفسهم عند رفض إدماجهم، في وقت تلتزم فيه الوصاية الصمت رغم أن عدد التلاميذ قد وصل في الفوج الواحد إلى 60 تلميذا، في الوقت الذي أوضح بلغة الأرقام بأنه من مجموع 100 تلميذ يلتحق بالمدرسة الابتدائية، نجد أن سوى 10 تلاميذ فقط يصلون إلى مدرجات الجامعة من فئة الذين لم يعيدوا السنة طوال مشوارهم الدراسي، في حين أن 50 بالمائة منهم يغادرون المدرسة في إحدى سنوات الطور الثانوي.
وأضاف، قويدر يحياوي أن مجالس التعليم تعقد استثنائيا شهر سبتمبر من كل سنة مع بداية الدخول المدرسي، لإعادة الراسبين في البكالوريا، وذلك بناء على نتائج امتحان شهادة البكالوريا، وكذا بناء على الخريطة التربوية ليتم معرفة المقاعد البيداغوجية المتوفرة لكل شعبة بكل ثانوية، وعليه فإن المجلس هو سيد في قراراته ولا يتدخل أي كان فيها، على اعتبار أن كل ثانوية تدرس أوضاعها وإمكانياتها لتحديد العدد الممكن استقباله، في حين أن مجالس الأقسام تعقد في الظروف العادية نهاية كل سنة أي بعد الفصل الثالث.
كلمات دلالية :
147 ألف تلميذ راسب في البكالوريا