عرفت شركة الخطوط الجوية الجزائرية، خلال الـ48 ساعة الأخيرة، حادثين على رحلتين، أحدثا هلعا كبيرا وسط الركاب. يحدث هذا في الوقت الذي دافع الرئيس المدير العام للجوية الجزائرية عن حصيلته خلال الثلاث سنوات الماضية، رغم ما عرفته الشركة خلال الصائفة الجارية.
الحادث الأول وقع بمدينة ليل الفرنسية، فعند التحضير للإقلاع انحرفت الطائرة عن المضمار وتوغلت في المساحة العشبية، ما أدى إلى هلع كبير لدى الركاب، وأدى الحادث إلى تحويل خمس رحلات كان من المفروض أن تحط بمطار الشمال الفرنسي، الذي لم يعرف العودة إلى الوضعية الطبيعة إلا ساعتين بعد ذلك. ومن الصدف، أن هذه الطائرة أيضا كانت مستأجرة من قبل الشركة الجزائرية، مثلها مثل الطائرة التي تحطمت بشمال مالي، وكانت رحلتها باتجاه ليل الفرنسية بآخر رحلة لها في العقد المبرم.
في نفس اليوم، أي أول أمس، ظن ركاب الرحلة الداخلية الرابطة بين العاصمة وغرداية، أن الرحلة التي كانوا على متنها هي آخر رحلة في حياتهم، فبعد إقلاع الطائرة بحوالي ربع ساعة، شب حريق وتصاعد الدخان من أحد أجزاء الطائرة، ما دفع بالربان للعودة على مطار العاصمة وإطلاق مخطط الإغاثة، فوجد الركاب في انتظارهم سيارات إخماد النيران وسيارات الإسعاف.
حادثان يضافان لسلسلة من الأحداث عرفتها الشركة في هذه الصائفة التي تعد أسوأ من صيف 2011، حين شن الطيارون حركة احتجاجية، فقبل هذا تحطمت طائرة بشمال مالي مستأجرة من شركة إسبانية، وتبع ذلك تحقيق حول ظروف استئجارها، تحقيق يقال إنه سيطيح برؤوس من الشركة، التي عجزت منذ بداية الصيف في ضبط برنامج الرحلات، فألغيت العديد منها وعرفت أخرى تأخيرات غير مسبوقة.
مصادر مختلفة تقول إن ما عاشته الشركة لن يمر بردا وسلاما على عدد من مسؤوليها، وحاولنا الاتصال بعدة مسؤولين بالشركة، أمس، غير أنه على ما يبد تم إصدار تعليمات بغلق الهواتف النقالة وتفادي التصريح لوسائل الإعلام.
المعلومة الوحيدة التي تحصلنا عليها هو قيام شركة الخطوط الجوية الجزائرية باستئجار طائرتين من شركة الخطوط الجوية الماليزية لاستغلالها في برنامج رحلات حج 2014. كما علمنا أن الرئيس المدير العام للشركة في اجتماعات ماراطونية بمقر الشركة مع عدد من مديريه المساعدين، كما استدعى إطارات الشركة ممن كانوا في عطلة، للبت في عدة ملفات التي لها صلة بالمشاكل التي عاشتها الشركة في الأسابيع الأخيرة، كما يكون، حسب مصادرنا، بصدد الفصل في مصير عدد من إطارات المؤسسة العمومية.