تتواصل فضائح الخطوط الجوية الجزائرية، حيث وبعد سقوط الطائرة الإسبانية المؤجرة وتحطمها في منطقة غوسي بغاو المالية في الـ24 جويلية المنصرم، مخلفة وفاة 116 راكب، وتسجيل تأخيرات بالجملة لم تشهدها الشركة منذ أشهر، بلغت في بعض الحالات أكثر من 10 ساعات، عرفت أمس، طائرة تابعة للجوية الجزائرية مؤجرة من ماليزيا انحرافا عن "المدرج" لدى مباشرتها الطيران من مطار ليل الفرنسي متوجهة نحو الجزائر.
وقالت مصادر موثوقة لـ"الشروق" إن الطائرة الماليزية التي يشرف على قيادتها طاقم ماليزي، كانت تضمن الرحلة "ا.أش 1049" الرابطة بين مدينة ليل والجزائر العاصمة، إذ وبعد صعود الركاب ومباشرة الطائرة الطيران في حدود الساعة الواحدة، انحرفت عن المدرج، مخلفة حالة ذعر وخوف شديدين بين الركاب، قبل أن تتدخل مصالح الأمن الفرنسية والحماية لإجلاء الركاب، فيما تكفل طاقم تقني بفحص الطائرة التي لم تقلع إلى ساعة متأخرة من مساء أمس، في وقت بقي الركاب بالمطار.
وتعرف طائرات الخطوط الجوية الجزائرية المؤجرة، مشاكل متتابعة، ورغم الصدى الطيب للفريق الماليزي المشرف على قيادة الطائرة، وكذا حداثة الطائرة المؤجرة، إلا أنهما لم يسلما من الانتقادات، بكونهم ليسوا في مستوى طياري الجوية، وعلقت مصادر متتبعة تحدثت إليها "الشروق" بمقارنة الفترة التي كان المغفور له بإذن الله، الطيب بن ويس مديرا عاما للشركة، حيث قالت بأنه
وخلال تلك الفترة لم تعرف الشركة أي مشاكل من هذا النوع، إذ كان التأجير يخص بصفة أكبر الطائرات ذات الحجم الكبير "7/47" أو ما تعرف بـ"جمبو" التي تقل 472 راكب، ولم تسجل أي عقبات أو فضائح لا في الطائرات ولا في الطواقم، غير أنه وخلال السنوات الأخيرة أصبحت المشاكل تلاحق الشركة، في ظل صمت وسكوت مطبقين من قبل السلطات المعنية.
إلى ذلك، اشتكت عائلة كانت متوجهة بداية الأسبوع إلى تونس على متن الخطوط الجوية الجزائرية من الاستيلاء على أربعة مقاعد لها، إذ ورغم وصولها في الوقت، غير أنها تفاجأت برفض تسجيلاتها، وثبت بعد التحقيق أن مدير الخدمات الأرضية المدعو "ل. م" قد استغل المقاعد لفائدة مقربين منه، فيما أوضحت مصادر موثوقة أن هذا الأخير ومساعده يقومان بمنح مقاعد في الدرجة الأولى لزبائن دفعوا ثمن تذاكر في الدرجة الاقتصادية، دون أن تتم محاسبتهم، يأتي هذا في ظل وجود تجاوزات أخرى لا تعد ولا تحصى يقوم بها مستخدمو الشركة في ظل غض الطرف من قبل المسؤولين وعدم متابعتهم لعملية تسيير هذه الشركة المملوكة للدولة الجزائرية، حالها حال باقي المؤسسات العمومية.
من جانب آخر، وإن كان بعض المتتبعين يعتقدون بأن المشاكل التي تقع فقط مع الطائرات المؤجرة يخفى وراءها لغز، يتعلق أساسا بوجود شوائب في إبرام الصفقات، وهو ما ستكشف عنه التحقيقات المفتوحة في هذا الشأن، خصوصا وأن الطواقم الجزائرية والطائرات المملوكة للشركة لا تسجل أي إشكال، غير أن التسيير العام مازال يلقى انتقادات.
كلمات دلالية :
طائرة ماليزية تابعة للجوية الجزائرية