أحصى مركز البحث في علم الفلك والفيزياء والجيوفيزياء "الكراغ" 125 هزة أرضية ارتدادية منذ زلزال الجمعة ما قبل الأخير، الذي ضرب منطقة بولوغين، كانت آخرها الهزة الأرضية التي شعر بها سكان العاصمة أمس في حدود الساعة الحادية العشرة و20 دقيقة بقوة 4 درجات على سلم ريشتر.
أكد المدير العام لمركز البحث في علم الفلك والفيزياء الفلكية و الجيوفيزياء، عبد الكريم يلس، لـ "الشروق"، أن مصالحه أحصت 125 هزة أرضية ارتدادية منذ الزلزال الأخير الذي ضرب منطقة بولوغين وكان آخره ذلك الذي عرفته أمس بقوة 4 درجات على سلم ريشتر، مشددا على أن حركة الزلازل ستبقى متواصلة وبحركة بطيئة وبوحدة ملايين السنوات نتيجة تقارب والتحام القارة الأورو -أسيوية مع القارة الإفريقية، التي تشهد صفائحها الأرضية تصادما في الوقت الراهن، مشيرا إلى أن النشاط الحالي هو عادي ولا يختلف عن النشاط المسجل خلال السنوات الفارطة، ولن يختلف عن الزلازل المقبلة، ولا علاقة له بالمناخ أو تغير الطقس أو الحرارة المرتفعة التي سجلتها ولايات الوطن خلال الأسبوع الجاري، إذ لم تثبت الدراسات العلمية وجود أي علاقة في هذا الخصوص خلال كل الهزات المسجلة سابقا.
وأضاف محدثنا أن المعدل السنوي لسرعة التقارب بين الصفيحتين غرب البحر المتوسط، وهو موقع الجزائر 6 ملم سنويا، فيما تصل إلى 2 سنتم في الناحية الشرقية. وفي رده على سؤال حول ما إذا ما كانت الجزائر مهددة بزلزال عنيف بسبب التقارب في الصفيحتين، اكتفى بالقول: "الجزائر معنية بنشاط زلزالي معتدل فقط".
وأوضح مدير "الكراغ" أن الزلزال يحدث نتيجة ضغوط داخل القشرة الأرضية وتسرب كمية من الطاقة المتراكمة، وفي الجزائر نشهد من 2 إلى 3 هزات أرضية يوميا بمعدل شهري يصل إلى 100 هزة أي 3600 هزة سنويا، وكل ثلاثة إلى أربعة أشهر يمكن أن تحدث هزة تصل إلى 4 درجات، أما الهزات القوية فهي متباعدة زمنيا وقد تحدث الزلازل الكبرى والمدمرة كل أربعة قرون.
وقال أيضا إن أمواج المد البحري أو ما يعرف بالتسونامي المصاحب للهزات الأرضية، غير مستبعد على المناطق الساحلية للوطن، ولكن شدته لا تضاهي التسونامي الذي ضرب اليابان وآسيا، مستدلا بذلك الذي ضرب سواحل جيجل في 21 أوت 1856، لكن شدته كانت ضعيفة، حيث لم يتجاوز ارتفاع الأمواج المتر الواحد، إلى جانب التسونامي الذي ضرب ولاية بومرداس في زلزال 2003 والذي بلغت شدته 6 درجات.
وذكر مدير "الكراغ" أن الدراسات والتحاليل الجيولوجية التي قام بها باحثون جزائريون، أكدت أنه يمكن أن تحدث هزات على مستوى البحر ورغم أن موقع الجزائر المرتفع يحميها من الظاهرة، إلا أن الحيطة ضرورية في الولايات الموجودة على الشريط الساحلي، وينبغي اتخاذ إجراءات لحماية الموانئ، داعيا إلى ضرورة إعطاء أهمية للوقاية من الزلازل.
كلمات دلالية :
"التسونامي