فوضى وطوابير.. جزائريون يتدافعون لاكتشاف النقل البحري

الشروق على متن عبارة "إيسكيامار 03" لرصد أجواء الرحلة البحرية

عبارة "إيسكيامار 03"
نشرت : المصدر الشروق الجزائرية السبت 09 أغسطس 2014 11:03

"تدافع وصراخ.. طوابير فاقت الأمتار وانتظار أربع ساعات تحت أشعة الشمس الحارقة" كل هذا لاكتشاف الرحلة البحرية، والتي تحولت لدى البعض من رحلة للاكتشاف إلى رحلة "عذاب"، وهذا بسبب السلوكيات غير المتحضرة لبعض الجزائريين.

 

طوابير تفوق الأمتار لاكتشاف البحر؟ 

بعد تدشين الخط البحري الرابط بين ميناء "لابيشري" بالجزائر العاصمة وميناء الجميلة بعين البنيان منذ أربعة أيام، وهو الحلم الذي انتظره الجزائريون طويلا بعد ما كانوا يرونه فقط في المسلسلات التركية، أو اكتشفه من كانت لديهم الحظوظ للسفر للبلدان الأوروبية أو إلى   تركيا، قررنا اكتشاف أجواء الرحلة البحرية والتحدث للمواطنين ورصد انطباعاتهم، كانت الساعة تشير إلى منتصف النهار عندما وصلنا إلى ميناء "المسمكة" أو "لابيشري"، لم أصدق ما أرى رغم حرارة الجو، إلا أن ذلك لم يثن الجزائريين من التوجه إلى الميناء لاكتشاف "النقل البحري"، فالطوابير وصلت إلى حد مدخل الميناء، واستمر الانتظار لأكثر من ساعات، حيث تقول إحدى السيدات التي كانت برفقة أولادها "منذ أكثر من أربع ساعات وأنا أنتظر، ولم يحن دوري بعد"، لتعلق "كاين غير بابور واحد، من المفروض يجيبولنا أكثر من خمسة ويا ربي يكفي مع هذا الشعب"، مشيرة بيدها إلى الطابور الذي وصل أكثر من أمتار، وبالقرب منها كان هناك طفل 12سنة، والذي تقرب منا ليبيع لنا تذكرة بثمن 200دج بعد ما اشترى عددا معتبرا، لأقول له، لكن ثمنها "50 دج"، فرًد "أن تشتريها بـ200دج أحسن من انتظار أربع ساعات، وممكن أن لا تجدي تذاكر أصلا"، طبعا الجزائريون لا يفوتون أي فرصة للاسترزاق. 

 

أعوان الأمن يتدخلون لتمكين المواطنيبن من دخول "العبَارة" 

ولأنه يستحيل الانتظار حتى يحين دوري لركوب "الباخرة"  نظرا للطوابير التي لا تنتهي، فقد توجهت إلى أعوان الأمن وأظهرت "بطاقتي الصحفية"، وأخبرتهم بأني أريد الصعود لعمل "روبورتاج" فساعدوني لركوب "العبارة"، لكن المعاناة بدأت قبل الإقلاع، فلا أحد يحترم دوره ولا معايير السلامة للصعود للنقل البحري، تدافع وهجوم على ممر الصعود رغم أنه ضيق، وممكن جدا أن يسقط أي شخص، وخاصة الأطفال في البحر، ما تطلب تدخل أعوان الأمن بعد ما وجد الطاقم الإيطالي العامل في باخرة "إيسكيامار3" صعوبة في التعامل مع الجزائريين والذين لا يفقهون لغة النظام، ورغم أن الباخرة تتسع لـ340 شخص، إلا أنهم فرضوا منطقهم الذي ينتهجونه في الحافلات وفي كل مكان ليتسللوا خفية رغم أن زيادة العدد قد تعرض "العبارة" لخطر الغرق. 

 

مترجم متعدد الخدمات في مواجهة مواطنين لا يفهمون

على متن "العبَارة" لا أحد جالس في مكانه، لأن الكل يريد اكتشاف البحر والجميع يبحث عن مكان في السطح، رغم أن الأماكن محدودة في الأعلى، ونحن نتجول التقينا بالشاب "ياسين"، مترجم تم اعتماده للعمل مع الطاقم الإيطالي من أجل الترجمة، لكنه وجد نفسه يعمل كل شيء من مترجم إلى عون أمن لحفظ النظام، ومرشد للمسافرين وحتى مسؤول على الكافتيريا، والذي اختصر أربعة أيام من العمل على متن "الباخرة" بالقول "إنها المعاناة، لا أحد يسمع التعليمات"، وهو يتحدث معنا، لفت انتباهنا مجموعة من الأطفال يطلون من الباخرة دون وجود أي شخص معهم، فنبههم بأنه ممنوع الجلوس هناك، لأن "الباخرة" تميل وممكن أن يسقطوا بسبب دوار البحر، لكن لا حياة لمن تنادي، لأن الجميع يبحث عن البحر بدليل أن الأماكن في الداخل شاغرة، ومن بقي هناك يعاني من شدة الحر، لأن المكيفات لا تشتغل بسبب ترك المسافرين للأبواب مفتوحة، ولا وجود لأعوان الأمن لإرشاد المسافرين أو الأطفال ما جعل مهمة المترجم صعبة.

 

إغماءات وغثيان للمسافرين ولا طبيب للإسعاف

وجد المترجم من جديد نفسه يقوم بدور الطبيب المسعف بعد تعرض سيدة للغثيان بسبب "دوار البحر" فاضطر لمنحها كيسا ومنشفة للتخفيف عنها، حيث لا وجود لطبيب أو حتى لأعوان الأمن للسهر على سلامة المسافرين، وحتى قوارب الإنقاذ، فما هو متوفر واحد فقط لا يمكن أن يسع لحوالي 450 مسافر في حالة الخطر، وبخصوصه يقول المترجم ياسين "طلبنا إحضار المزيد ونحن ننتظر تزويد الباخرة بخمسة آخرين"، وعن عدم استعمال "صدرية الإنقاذ" يقول: ليست إجبارية، وعندما تكون هناك الضرورة سيلبسها المسافرون، لأن المسافة ليست طويلة بين "لا بيشري" و"لامادراغ".

 

الطاقم الإيطالي: "الجزائريون ينقصهم النظام"

أثناء الرحلة، تصاعد صراخ المواطنين بعد ما لم يجدوا شخصا يبيعهم المشروبات في ظل الحرارة التي كانت بالداخل، حيث راحت إحدى السيدات تصرخ "رانا بدراهمنا، لماذا لا يبعيون الماء لنا"، ورغم محاولة المترجم إقناعها بأنه مشغول في الترجمة ولا يمكنه أن يتولى عملية  البيع في "الكافتيريا"، إلا أن ذلك لم يقنعها، ليتركها المترجم بعد ما طلب منه الحضور عند ربان الباخرة، وهذا بعد ما اكتشف عمال الصيانة بأن المحرك الثاني لا يشتغل وأن الباخرة تسير بمحرك واحد، وهنا طمأنهم الربان بأنه لن يؤثر شيئا عليها، لأستفسر المترجم على الفور ماذا حصل هل هناك عطب فعلا؟ ليرد "الضغط الكبير للمسافرين على المحرك تسبب في تعطيله، لكن تم التحكم في الوضع وتغييره بواحد جديد" إذن هذه هي حال "العبَارة" بعد أربعة أيام من انطلاق رحلاتها، والتي قدرت  بأكثر من خمس رحلات في اليوم، فكيف ستكون بعد أشهر،  لأحاول جس نبض الطاقم الإيطالي عن رأيهم في الجزائريين في هذه الأيام عن طريق المترجم، ليرد مساعد الربان "الجزائريون ينقصهم النظام.. ولو يلتزم كل شخص بالتعليمات لمرت الرحلة بسلام". 

 

40 دقيقة من الإبحار ونصف ساعة لإقناع المسافرين بالنزول 

بعد 40 دقيقة من الرحلة البحرية على متن عبارة "إيسكيامر 3"، أعلن الطاقم الإيطالي عن الوصول إلى ميناء جميلة، لكن الجزائريين الذين لم يستوعبوا بعد أن السفينة  خصصت للنقل البحري وليس للنزهة، رفضوا النزول بحجة أنهم يريدون الرجوع على متنها إلى ميناء "لابيشري"، وهو ما استدعى تدخل أعوان الأمن لإقناعهم بالنزول، لأن "العبارة" ستقلع بعد ساعتين حتى يتمكن الطاقم من أخذ قسط من الراحة، وكذا لتنظيف مخلفات الجزائريين من أوراق وقارورات مرمية في القاعة، إلا أنهم رفضوا ذلك، حيث تدخل الشرطي ليفهم سيدة بأن هذه "سفينة للنقل البحري وليست للنزهة"، وأنه من غير المعقول أن لا ينزلوا، لأن هناك مسافرين آخرين ينتظرون دورهم منذ ساعات في ميناء "جميلة" ليقول لها "هل من المعقول أن تستقلي حافلة من المسمكة إلى عين البنيان وترجعي فيها دون النزول"، ليعلق مواطن آخر "الله غالب، الجزائريين ماشي عايشين، ماعندناش سفن سياحية".

كلمات دلالية : عبارة "إيسكيامار 03"

آخر الأخبار


تابعوا الهداف على مواقع التواصل الاجتماعي‎

الملفات

القائمة
12:00 | 2021-08-01 أديبايور... نجم دفعته عائلته للانتحار بسبب الأموال

اسمه الكامل، شيي إيمانويل أديبايور، ولد النجم الطوغولي في 26 فيفري عام 1984 في لومي عاصمة التوغو، النجم الأسمراني وأحد أفضل اللاعبين الأفارقة بدأ مسيرته الكروية مع نادي ميتز الفرنسي عام 2001 ...

07:57 | 2020-11-24 إنفانتينو... رجل القانون الذي يتسيد عرش "الفيفا"

يأتي الاعتقاد وللوهلة الأولى عند الحديث عن السيرة الذاتية لنجم كرة القدم حياته كلاعب كرة قدم فقط...

23:17 | 2019-09-13 يورغن كلوب... حلم بأن يكون طبيبا فوجد نفسه في عالم التدريب

نجح يورغن كلوب المدرب الحالي لـ ليفربول في شق طريقه نحو منصة أفضل المدربين في العالم بفضل العمل الكبير الذي قام مع بوروسيا دورتموند الذي قاده للتتويج بلقب البوندسليغا والتأهل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، وهو ما أوصله لتدريب فريقه بحجم "الريدز"...

خلفيات وبوستارات

القائمة

الأرشيف PDF

النوع
  • طبعة الشرق
  • طبعة الوسط
  • طبعة الغرب
  • الطبعة الفرنسية
  • الطبعة الدولية
السنة
  • 2021
  • 2020
  • 2019
  • 2018
  • 2017
  • 2016
  • 2015
  • 2014
  • 2013
  • 2012
  • 2011
  • 2010
  • 2006
  • 2003
  • 0
الشهر
اليوم
إرسال