دخل وقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل برعاية مصرية حيز التنفيذ في الثامنة من صباح أمس الثلاثاء بتوقيت القاهرة لمدة 72 ساعة (05.00) بتوقيت جرنيتش وسط هدوء حذر يخيم على القطاع. وأعلنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وإسرائيل قبولهما المبادرة المصرية بوقف إطلاق النار لمدة 72 ساعة، فيما يصل وفد إسرائيلي القاهرة للدخول في مفاوضات حول وقف إطلاق نار نهائي، ويتواجد وفد من حركتي حماس والجهاد الإسلامي في مصر لعرض مطالبه بشأن التهدئة النهائية في غزة.
وقال سامي أبو زهري المتحدث باسم حركة حماس في قطاع غزة إن الجماعة الفلسطينيةالتي تسيطر على قطاع غزة وافقت على اقتراح مصري لهدنة مع إسرائيل مدتها 72 ساعةتبدأ أمس الثلاثاء.
وأضاف أبو زهري أن حماس أبلغت مصر قبل وقت قصير قبولها فترة تهدئة لمدة 72 ساعة.وسقط 1834 شهيدا فلسطينيا على الأقل معظمهم مدنيون في العملية العسكرية لقواتالاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، فيما قتل 64 جنديا إسرائيليا في القتال وثلاثة مدنيين فيإسرائيل. وقال شهود عيان إن الآليات العسكرية الإسرائيلية انسحبت صباح أمس، من آخرنقاط تواجدها بقطاع غزة قبيل نصف ساعة من دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين الفصائلالفلسطينية وإسرائيل حيز التنفيذ لمدة 72 ساعة. وأضافوا أن الآليات العسكرية وقواتالجيش الإسرائيلي انسحبت بشكل كامل، من مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، بعد أن كانت قدتوغلت فيها لمسافة تتراوح بين 1 .5 كلم و2.5 كلم. وأكدوا أن الآليات العسكريةالإسرائيلية تراجعت قبيل بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار إلى خارج حدود قطاع غزة،عبر بوابتي موقعي "كرم أبو سالم" و"صوفا" العسكريين على الحدود الشرقية لمدينة رفحجنوبي القطاع.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن انسحابه جاء بعد أن دمر 32 على الأقل من ممراتالتسلل تحت سطح الأرض وعشرات من الخنادق، وذلك قبل الموعد المقرر لبدء سريان هدنةتم التوصل إليها بوساطة مصرية. وقبيل بدء التهدئة المؤقتة، شن الطيران الحربيالاسرائيلي سلسلة غارات مكثفة استهدفت في أغلبها أراض زراعية شمال ووسط وجنوبقطاع غزة، في حين أمطرت المقاومة الفلسطينية المدن الاسرائيلية بوابل من الصواريخ،ودوت صفارات الإنذار في مستوطنات غلاف غزة وشرق مدينة القدس.
وأعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحماس أنها قصفت مدينة القدس المحتلة بـ4صواريخ M75 ومنطقة "غوش دان" قرب تل أبيب بـ 5 صواريخ من نفس الطراز، كماقصفت مدن أسدود وكريات ملاخي (شمال شرق غزة)، وبئر السبع (جنوب إسرائيل) بسبعةصواريخ جراد.
وقالت الكتائب، في بيان عسكري، إنه "استمرارا في الرد على جرائم الاحتلال والتي كاناخرها المجازر بحق عائلات البكري وضهير وعويضة، قامت بقصف عدة مدن صهيونيةبرشقات من الصواريخ".
وفي سياق متصل، قال المتحدث العسكري الاسرائيلي بيتر ليرنر إن قوات جيش الاحتلالستنسحب بكاملها من قطاع غزة وتنتشر في الجانب الاسرائيلي من الحدود فور دخول اتفاقوقف اطلاق النار حيز التنفيذ عند الساعة الثامنة صباحا، مؤكداً تواصل عملية ترميم واعادةبناء "السياج الامني".
وأضاف ليرنر، في تصريحات صحفية أمس، أن قوات الجيش الاسرائيلي سيعاد نشرها فيمواقع دفاعية خارج قطاع غزة وستحتفظ بتلك المواقع الدفاعية. وساد هدوء نسبي أنحاءقطاع غزة، خلال الساعات التي سبقت بدء سريان التهدئة، باستثناء بعض الغارات المتفرقةالتي لم تسفر عن وقوع أي إصابات.
ومن جانبها، دعت وزارة الداخلية في غزة أهالي القطاع لأخذ أقصى درجات الحيطة والحذرخلال فترة التهدئة. وناشدت السكان بعدم الاقتراب من الأماكن والمواقع التي تعرضتللقصف. ومن جانبه، قال أحمد عساف، المتحدث باسم حركة فتح، إن الدور المحوريالمصري هَدِف منذ البداية إلى لجم آلة الحرب الإسرائيلية ووقف نهشها لأجساد أطفال ونساءوشيوخ شعب فلسطين، وتدمير المنازل والمدارس والمستشفيات والبنية التحتية، مشددا فيتصريحات له، الثلاثاء، على أهمية الحفاظ على الوحدة الوطنية وتعزيزها التي تجسدت فيمواجهة العدوان الإسرائيلي.
وأوضح عساف أن الأيام القليلة القادمة ستشهد معركة سياسية مع دولة الاحتلال، والتييجب التصدي لها بمزيد من الوحدة، بهدف تحقيق الأهداف الوطنية في إنهاء معاناة أهل قطاعغزة وفك الحصار، وصولا إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإنجاز هدف الحرية والاستقلال.وأشار إلى أن المعركة التي يخوضها الشعب الفلسطيني وقيادته، معقدة ومصيرية، فيهاالكثير من خلط الأوراق، بهدف تصفية القضية الفلسطينية، لافتا إلى أن الواقع العربيوالإقليمي والصراعات الطائفية والمذهبية وانهيار الدول الوطنية العربية، يسهم في تشجيعالعدو الإسرائيلي على تنفيذ مخططاته. وحذر عساف من المحاولات التي تستهدف وحدة شعبفلسطين، وقال إن هذه المحاولات ستزداد في المرحلة المقبلة، بعد أن فشل الاحتلالالإسرائيلي والمحاور الإقليمية، في تفتيت ومصادرة قرارنا الوطني، والرد على كل ذلك هوبمزيد من الوحدة والتلاحم، فالوحدة الوطنية هي وحدها القادرة على إفشال هذه المخططاتوالمحاولات، وهي من تقودنا إلى النصر وإنجاز أهدافنا الوطنية.
كلمات دلالية :
انتصرت غزة