شاءت الأقدار أن يفارق الحياة وهو في طريق العودة إلى أرض الوطن، حتى يقاسم الأهل والأحباب وكل من جالسه أو تحدث إليه فرحة العيد، كان قادما من واغادوغو عاصمة بوركينا فاسو، بعد أن قضى فترة من الزمن متربصا بإحدى المدارس المختصة في السياحة والفندقة، على أمل أن يحصل على شهادة تؤهله لأن ينضم إلى الطاقم العامل بفندق الأوراسي، ويستكمل بذلك ملفه الإداري الذي يمكنه من الالتحاق بعالم الفندقة.
هذا ما حدثّنا عنه أحد معارف الفقيد مسعودي بومدين أحد ضحايا سقوط الطائرة التي كانتقادمة من بوركينا فاسو باتجاه الجزائر، أو هذا ما استخلصه محدثنا من أحاديث سبقلبومدين مسعودي وأن تحدث عنها لأصدقائه من أبناء الحي الشعبي سيدي سعيد بتلمسان،قبل أن يحمل حقيبته وحلمه مسافرا إلى عمق إفريقيا، إلا أن رحلة الحلم بمنصب عمل، وهوالذي يشهد له الجميع بتلك المهارات والموهبة المدهشة في صناعة البيتزا، بعد ما اقترناسمه بهذه الأكلة الشعبية، الذي كان يحلم أن تكون عنوانا لنجاحه مستقبلا، وعنوانا أيضايعكس تميزه وموهبته.
ابن حي سيدي سعيد الشعبي الذي فارق الحياة عن عمر يناهز 51 سنة، خلف من وراءهحزنا عميقا وصدمة كبيرة في أوساط سكان الحي الشعبي وكل من يعرف بومدين، ومخلفاأيضا عائلة كبيرة و6 أطفال، كما كشف عن ذلك محدثنا، وهو يروي لنا قصة إنسان عشقالبيتزا فأتقنها، وعشق إفريقيا إلى درجة جعلت منه معروفا في أوساط معارفه من أصدقائهوأحبابه أنه صديق الأفارقة، من كثرة تنقلاته إلى إفريقيا كان آخرها إلى كوت ديفوار، قبلرحلة الموعد الأخير مع القدر الذي شاء أن يغادر الحياة برفقة 115 مسافر آخر و6 أفرادمن طاقم الطائرة، بعد سقوط الطائرة التي كانت تقلهم على الأراضي المالية، مخلفة صدمةكبيرة وحزنا عميقا وأسئلة وتساؤلات من المؤكد أن تجد لها السلطات الجزائرية أجوبة،ريثما يكشف الخبراء أسرار العلبة السوداء.
كلمات دلالية :
الفقيد مسعودي بومدين