أكد عمار غول، وزير النقل ورئيس خلية الأزمة في حادثة تحطم الطائرة الجزائرية بمالي أمس، خلال ندوة صحفية عقدها بمطار هواري بومدين، بأنه لا يمكن استبعاد أي فرضية حول أسباب وقوع الطائرة، سواء كانت فرضية العمل الإرهابي أم سوء الأحوال الجوية أو غيرها.
وأوضح غول في إجابته على أسئلة الصحفيين حول فرضية الاعتداء الإرهابي بسبب خطورة المنطقة ونشاط الجماعات الإرهابية المسلحة فيها؟ قائلا "التحقيق لا يزال متواصلا وتحري الأسباب في مثل هكذا حوادث يتطلب وقتا" ولكن ـ يقول ـ لا يمكن أن نلغي أي فرضية إلى غاية استكمال التحقيق مع تقدم فرضيات على أخرى، وشدد المتحدث على ضرورة التعاطي مع المعلومات بكل حيطة وحذر وعدم الانسياق وراء الشائعات إلى أن يتم استكمال التحقيق من قبل الأطراف المختصة.
وأشار وزير النقل إلى أنه لا يمكن الحديث عن السبب الحقيقي لحادثة تحطم الطائرة قبل استكمال التحقيق، وأشار إلى أن المعطيات التقنية الأولية تشير إلى سوء الأحوال الجوية، ليؤكد بأن أولوية التحقيق لدولة مالي باعتبار أن الحادث وقع على أراضيها وهذا حسب القوانين الدولية المعترف بها، والجزائر وفرنسا أو أي دولة أخرى سيساعدون في التحقيق حسب ما يخوله لهم القانون، وأضاف ذات المتحدث بأن التحقيق في هذا الحادث لن يكون سهلا وهذا بسبب صعوبة المكان الذي تحطمت فيه الطائرة من ناحية الجغرافيا وصعوبة الوصول إليه، وخاصة أن بقايا الطائرة وبعض من أجزائها تم العثور عليها على بعد 100 متر من الحادث والبعض الآخر متواجد على 300 متر، وهي منطقة صعب الوصول إليها ـ يقول الوزير ـ وتحتاج وسائل تأمينية كبيرة ووسائل نقل في المستوى المطلوب، حيث تبعد عن مطار باماكو بـ800 كلم، ليؤكد بأن التحقيق لن يكون سهلا ونقل الجثث سيستغرق وقتا، والدولة الجزائرية جندت كل الامكانات بأمر من رئيس الجمهورية للتنسيق مع دولة مالي وكل الدول التي فقدت ضحايا في الحادثة.
وأفاد غول بأنه تم العثور على إحدى العلب السوداء للطائرة، وسوف توجه إلى لجنة التحقيق ومنظمة الطيران المدني لكشف أسباب تحطم الطائرة، وفي ردَه على أسئلة الصحفيين بخصوص الوضعية السيئة للطائرة الإسبانية والتي تفيد عدة مصادر بأنه تم الاستغناء عنها وأنها غير صالحة للطيران فيما استأجرتها الخطوط الجوية الجزائرية قال "أفند بشكل قطعي هذه الأقاويل لأن الطائرة إسبانية وحائزة على كل التأشيرات والرخص الأوروبية والدولية في إطار القوانين المتعارف عليها للطيران" وأضاف "الطائرة من النوعية الجيدة ولا يشوبها أي شيئ ولا يجب أن نستبق التحقيق" وأردف "الطائرة تم فحصها مرتين بمرسيليا وتم منحها الترخيص للتحليق وخضعت للصيانة قبل رمضان وبشكل قانوني".
أعطى غول أمس، تفاصيل عن مكان وقوع الطائرة التابعة للخطوط الجوية الجزائرية، حيث تم العثور عليها بداخل الأراضي المالية على بعد 100 كلم عن الحدود البوركينابية، ويبعد مكان الحادث 61 كلم من قرية "قوسي" بمالي ويبعد عن مدينة غاو بمالي بـ157 كلم، و324 كم من مدينة واغادوغو، ويبعد 392 كم من نيامي و804 كم من باماكو.
لعمامرة: الجزائر أول من علمت بتحطم الطائرة.. ولا داعي لصبّ البنزين على النار
أكد رمطان لعمامرة، وزير الخارجية خلال الندوة الصحفية التي عقدتها خلية الأزمة الخاصة بتحطم الطائرة بمطار هواري بومدين، أن الجزائر هي أول من علم بحادث تحطم الطائرة والمعلومة الأولى وردتها من قبل بعض الحركات المسلحة في شمال مالي والتي كانت متواجدة بالقرب من مكان سقوط الطائرة.
ونوهَ وزير الخارجية بأن الجزائر دخلت في اتصالات دولية مستمرة، انطلقت من بوركينافاسو والنيجر ومالي وتوسعت مع إسبانيا والحكومة الفرنسة للتحقيق في أسباب الحادث الأليم والذي تزامن مع تواجد عدد من مسؤولي منطقة الساحل في الجزائر، حيث ستنسق الجهود مع مالي لنقل جثث الضحايا.
وحذّرَ لعمامرة من التأويلات والاستنتاجات التي تضعها وسائل الإعلام بخصوص أسباب الحادث والتي وصفها بأنها "تصب الزيت على النار"، داعيا لضبط النفس وعدم الانسياق وراء الشائعات.
وفي السياق ذاته، أعلن عن قرار رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بالحداد الرسمي لمدة ثلاثة أيام، وهذا ترحما على أرواح ضحايا تحطم الطائرة من جزائريين وبقية الجنسيات الذين كانوا على متن الرحلة.
كلمات دلالية :
عمار غول