الألغام الموقوتة في مبادرة قطرية باركها أوباما وقبلتها حماس

أقصت مصر ونصبت أمريكا كضامن ووسيط بين حماس وإسرائيل

امير قطر
نشرت : المصدر الشروق الجزائرية الثلاثاء 22 يوليو 2014 09:29

في الوقت الذي يتواصل فيه عمل العداد اليومي للضحايا الفلسطينيين للعدوان الصهيوني المتواصل على غزة، استدرجت فصائل المقاومة إلى أتون اللعبة المفضلة للدول الإقليمية من العرب والعجم، بتوظيف المأساة الفلسطينية في صراع ناشئ على إدارة الإقليم العربي المتهالك المفكك بعد تفكيك العراق، وإضعاف مصر وسورية، وانفراط عقد دول الخليج.

فلأول مرة نرى فصائل المقاومة في غزة يدخلون في مواجهة صريحة مع مصر ليس لهاسابقة حتى في عهد مبارك، ظاهرها حرمان مصر من العودة كلاعب رئيس في الملفالفلسطيني ومنه تحديدا ملف غزة، هذا على الأقل ما يقوله المصريون بعد رفض حماسالعلني للمبادرة المصرية لأسباب قد تكون وجيهة لكنها ظلت غير معلنة، وقد تأكدت مخاوفالمصريين بعد نشر موقع "والا" العبري التابع لصحيفة "يديعوت أحرونوت" نشر جانبا منبنود ما سمي بالمبادرة القطرية المنافسة للمبادرة المصرية، أنها قد حظيت بموافقة حماسوالفصائل، وبمباركة تركية وأمريكية قبل عرضها على إسرائيل.

الموقع اغتنم الفرصة لتحرير سيناريو يوحي بوجود نية مبيتة عند القطريين والأتراك لتحييدمصر، ومنعها من لعب أي دور لا في تحقيق التهدئة ولا في إدارة العملية في السنواتالقادمة، وقد استشهد الموقع ببعض بنود المبادرة القطرية التي تشي بهذه النية، ومنها علىوجه التحديد البند الذي يقترح أن تتولى الولايات المتحدة بدلا عن مصر ليس فقط ضمانالاتفاق كما حصل في الهدنة السابقة، وفي جميع التوافقات السرية التي تمت بين الكيانالصهيوني وحماس، وتولي الولايات المتحدة دور الوسيط بين إسرائيل وحماس.

المبادرة يقول الموقع تضمن معظم طلبات حماس والفصائل منها:  أن تقوم"إسرائيل" برفعالحصار عن غزة براً وبحرا، وتتعهد برفع الحصار المالي والاقتصادي عن قطاع غزة، وتلغيجميع العقوبات الجماعية بحق أهل الضفة، وتفرج فوراً عن كل الأسرى المعاد اعتقالهم منصفقة شاليط مؤخرا بالضفة الغربية، وأن تسمح"إسرائيل" بإقامة ميناء بحري بغزة، وفتحجميع المعابر بين غزة وإسرائيل كاملا، كما تسمح إسرائيل بالصيد 12 ميل (19 كم) منشواطئ غزة، وأن تكون واشنطن ضامنا ووسيطا للاتفاق بين حماس وإسرائيل وليس مصر.

بعض بنود المبادرة القطرية تبدو جيدة في قراءة أولية تتوقف عند عبارات رفع الحصار، لولاأنها تضمر أكثر من فخ للمقاومة، وفوق ذلك من شأنها تحريض القيادة الجديدة في مصرعلى مزيد من العداء لحماس، وتجلب المياه الوفيرة لطواحين الإعلام المصري الذي انتقلمن العداء الصريح لحماس"الإخوانية" إلى معاداة الشعب الفلسطيني والتحريض على قتله.

أخطر ما في المبادرة أن تكون حماس والفصائل قد صادقتا عليها بهذا المحتوى الذي يهبللمقاومة وأهل غزة السم في العسل، ويقودهم إلى عداء وعزلة ليس فقط مع مصر بل معحلفاء الجدد للقيادة المصرية الجديدة من دول الخليج، فمن الخطأ الإستراتيجي أن توافقفصائل المقاومة على تجريد مصر من أداء دور الوسيط والضامن، فيما أن أهم بند منالمبادرة القطرية يشترط فتح معبر رفح بصورة دائمة لا أرى كيف يمكن تفعيله أو فرضه علىالقيادة المصرية وقد استبعدت بالكامل من العملية وأهينت جهارا عبر رفض الفصائل للمبادرةالمصرية، أو كيف يمكن أن يفعل قرار بناء ميناء بحري لا نعلم تحت أية وصاية سوف يدارإلا عبر آلية شبيهة بتلك التي أدير بها معبر رفح من قبل بوجود مراقبين من الكيانالصهيوني.

اللغم الثاني المدرج في المبادرة القطرية سوف ينسف المصالحة الفلسطينية الأخيرة بإبعادالحكومة الفلسطينية المشكلة مؤخرا من جميع الترتيبات الخاصة برفع الحصار الماليوالاقتصادي عن القطاع، ويعيد إحياء الشكوك عند سلطة أبو مازن التي قد تقرأ مثل القيادةالمصرية نية مبيتة قطرية تركية أمريكية لإفشال المصالحة وتحييد مصر والسلطة، ودخولتركية مجددا كلاعب إقليمي في أهم وأخطر قضايا العرب بعد أن فقد الطرفان قصب الرهانفي سورية لصالح إيران، وفي مصر لصالح السعودية والإمارات.

غير أنه ما لم يفصح عنه الموقف الإسرائيلي لغاية في نفس يعقوب هو المقابل المطلوب منفصائل المقاومة في هذه المبادرة، وقد اكتفى بعرض مطالب الفصائل، إلا إذا المقابل هوترسيم هدنة تزيد عن عشر سنوات تكون كافية لن تتحقق إلا بافتراض نوع من التنسيقالأمني بين حماس والكيان الصهيوني يعيد إنتاج التجربة الناجحة في الضفة، وتكرس مجدداحالة الانقسام الفلسطيني.

وما لم يصدر تكذيب رسمي من حماس لما نشره الموقع، فإن حماس تكون قد استدرجتهاقيادتها السياسية المقيمة بالدوحة لتكون شريكا في لعبة إقليمية خطرة وغير مضمونة،سوف تكون لها مردودا سلبيا على المقاومة أولا وخاصة على الأوضاع المأساوية لأهلغزة، وتمنع مستقبلا إعادة توجيه الدور المصري الذي لا يمكن لأي فلسطيني عاقل أنيتجاهله إلا إذا كان قد وطن نفسه لعداوة مفتوحة مع الجارة مصر، واستعد لقطع جسورالتواصل مع حلفاء مصر في الخليج، وربما مع بقية الأنظمة العربية التي سوف تجد فياصطفاف حماس مع المحور التركي القطري، ومن خلاله مع التنظيم الدولي للإخوان، سوفتجد فيه فرصة للتنصل من الحد الأدنى من الدعم  السياسي والمالي لغزة المتدني أصلا،وربما نفض اليد من القضية الفلسطينية.

كلمات دلالية : مبادرة قطرية باركها أوباما وقبلتها حماس

آخر الأخبار


تابعوا الهداف على مواقع التواصل الاجتماعي‎

الملفات

القائمة
12:00 | 2021-08-01 أديبايور... نجم دفعته عائلته للانتحار بسبب الأموال

اسمه الكامل، شيي إيمانويل أديبايور، ولد النجم الطوغولي في 26 فيفري عام 1984 في لومي عاصمة التوغو، النجم الأسمراني وأحد أفضل اللاعبين الأفارقة بدأ مسيرته الكروية مع نادي ميتز الفرنسي عام 2001 ...

07:57 | 2020-11-24 إنفانتينو... رجل القانون الذي يتسيد عرش "الفيفا"

يأتي الاعتقاد وللوهلة الأولى عند الحديث عن السيرة الذاتية لنجم كرة القدم حياته كلاعب كرة قدم فقط...

23:17 | 2019-09-13 يورغن كلوب... حلم بأن يكون طبيبا فوجد نفسه في عالم التدريب

نجح يورغن كلوب المدرب الحالي لـ ليفربول في شق طريقه نحو منصة أفضل المدربين في العالم بفضل العمل الكبير الذي قام مع بوروسيا دورتموند الذي قاده للتتويج بلقب البوندسليغا والتأهل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، وهو ما أوصله لتدريب فريقه بحجم "الريدز"...

خلفيات وبوستارات

القائمة

الأرشيف PDF

النوع
  • طبعة الشرق
  • طبعة الوسط
  • طبعة الغرب
  • الطبعة الفرنسية
  • الطبعة الدولية
السنة
  • 2021
  • 2020
  • 2019
  • 2018
  • 2017
  • 2016
  • 2015
  • 2014
  • 2013
  • 2012
  • 2011
  • 2010
  • 2006
  • 2003
  • 0
الشهر
اليوم
إرسال