هذا ما حدث مع الألماني فيليب لام الذي قرر اعتزال اللعب الدولي بعد عشر سنوات مع اللعب مع بلاده وعقب تسلمه للقب كأس العالم من ديلما روسيف رئيسة البرازيل يوم الأحد الماضي.
وخاض لام 113 مباراة مع ألمانيا وتلقى إشادات كبيرة في معظم هذه المباريات وكانت بدايته قويته كما كان الحال مع النهاية.
وفي أول ظهور دولي للام وعمره 20 عاما واجه كرواتيا في فيفري 2004 واختارته مجلة كيكر الألمانية كأفضل لاعب في المباراة.
ونجح لام في تمثيل منتخب ألمانيا في كل الأعمار بداية من تحت 17 عاما وتحت 21 عاما وشارك في بطولة أوروبا 2004 وفي البطولتين القارتين التاليتين كما ظهر في ثلاث بطولات متتالية لكأس العالم بداية من 2006 عندما استضافت ألمانيا المسابقة.
وسجل لام الهدف الافتتاحي لكأس العالم 2006 أمام كوستاريكا وحمل شارة قيادة بلاده في البطولتين التاليتين وبدأ كل بطولة في مركز مختلف.
ففي 2006 بدأ لام البطولة كظهير أيسر وانتقل ليشغل مركز الظهير الأيمن في 2010 قبل أن يبدأ البطولة الأخيرة في مركز وسط المدافع الذي انتقل إليه مع فريقه بايرن ميونيخ تحت قيادة بيب غوارديولا.
ووصف غوارديولا لام بأنه أذكى لاعب تعامل معه على الإطلاق ولم يكن غريبا أن يتأقلم قائد الفريق بسرعة مع مركزه الجديد.
وسار يواكيم لوف مدرب ألمانيا على خطى غوارديولا واعتمد على لام في مركز الوسط رغم أنه تعرض لانتقادات حادة بسبب هذه الخطوة.
وبدأ لام - الذي يحمل شارة قيادة ألمانيا منذ 2010 خلفا لمايكل بالاك - كأس العالم الأخيرة في وسط الملعب لكنه انتقل إلى مركزه القديم كظهير أيمن بداية من دور الثمانية بسبب بعض المشاكل الدفاعية لبلاده خلال دور المجموعات.
وتسببت عودة لام في ارتفاع مستوى الدفاع واستعاد اللاعب مستواه الرائع. ومنذ ذلك الحين استقبل مرمى ألمانيا هدفا واحدا في ثلاث مباريات وكان في الدقيقة الأخيرة عند تقدم الفريق 7-0 على البرازيل صاحبة الأرض في الدور قبل النهائي.
وسبق لكثير من اللاعبين إعلان الاعتزال الدولي بعد المشاركة في كأس العالم لكن قلة منهم فعلوا ذلك بعد إحراز اللقب. ويرغب لام في تركيز جهوده مع النادي الذي يلعب فيه منذ كان عمره 12 عاما.
وشارك لام لأول مرة مع الفريق الأول لبايرن كبديل قرب النهاية في مباراة بدوري أبطال أوروبا في نوفمبر تشرين الثاني 2002 لكن في ظل عدم مشاركته بانتظام قرر ناديه إعارته لشتوتجارت لمدة موسمين.
ومنذ 2006 أصبح لام لاعبا أساسيا في تشكيلة ناديه وأحرز لقب الدوري الألماني ست مرات وتوج بكأس ألمانيا ست مرات أيضا كما وصل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا ثلاث مرات في أربعة أعوام وتوج باللقب في 2013 بعد الفوز على غريمه المحلي بروسيا دورتموند.
ورغم شخصيته الهادئة سبق أن تعرض لام لغرامة قدرها نحو 34 ألف دولار منذ خمس سنوات بسبب إجراء مقابلة دون إذن وانتقد فيها ناديه.
ونسى بايرن ذلك سريعا بعدما عاد الفريق إلى طريق الانتصارات تحت قيادة القائد لام الذي قرر تخصيص مجهوده في المستقبل لناديه.