هدوء حذر يسود المنطقة وسط دعوات للتهدئة
شرعت الجهات المختصة في تجسيد خطة أمنية محكمة للسيطرة على الأحداث القائمة بولاية غرداية، التي تشهد في اليومين الأخيرين تراجع نسبة الاشتباكات الواقعة بحي بابا السعد، بعد التدخل الحازم الذي يقوم به عناصر الدرك الوطني وقوات الأمن للإحالة دون تطور الأوضاع. ونزلت لجنة أمنية، أمس الثلاثاء، إلى مسرح الاشتباكات من أجل الاطلاع على الأوضاع القائمة عن قرب، في سبيل اتخاذ خطة أمنية تفلح في إعادة الأمن وفض كل أشكال العنف الواقعة بالمنطقة. ويسود شوارع مدينة غرداية هدوء حذر بعد تراجع حدة الاشتباكات التي تتجدد في كل مرة، وسط دعوات من مختلف الأطراف لضرورة الابتعاد عن العنف والتعصب، خاصة مع وقوع ضحايا في صفوف المتشابكين وإصابة عناصر الدرك الوطني، في الوقت الذي تعرف المنطقة انتشارا واسعا للإشاعات المغرضة، حيث وردتنا معلومات تؤكد وقوع جرحى في صفوف الدرك الوطني، حسب إحصائيات متفاوتة والتي تتراوح بين اثنين وأربعة. وكشفت مصادر لـ«البلاد” من داخل المستشفى بغرداية، عن إصابة دركي بحروق بعدما تم رميه بالزيت الحارق، وذلك بعدما عرفت هذه المواجهات استخدام مختلف أنواع الأسلحة التي تسببت بسقوط عدة جرحى في صفوف الشباب وتأكُدَ إصابة عناصر الدرك الوطني بعد مهاجمتهم بالمولوتوف، الذي تسببت في جرح اثنين منهم.
وحذّر عضو المجلس المالكي عبدالقادر البرج في حديث مع ”البلاد” من تفاقم الأمور في حالة عدم ”الإسراع بإيجاد الحلول العميقة للأزمة”، خاصة مع تجدد المواجهات في كل مرة بحي بابا السعد وكذا على مستوى الطريق المؤدي إلى حي لوبو وسط المدينة، والتي تعرف أوقاتا محددة تندلع فيها المواجهات. كما دق رئيس الأعيان الإباضيين لقصر غرداية بكير قارة عمر ناقوس الخطر، حيث استغرب في لقاء مع ”البلاد” الدرجة التي آلت إليها الأوضاع في المنطقة، نظرا ”للكراهية المنتشرة، والتي وصلت إلى عدم الاعتراف ببعضهم البعض”، بالرغم من ”سنوات الخلاف التي كان يشهدها القاطنون في غرداية إلا أن هذه المرة وصلت درجة لم يسبق لها مثيل”.
من جهة أخرى، كانت اليوم مراسيم جنازة المرحوم حسين أوجانة بمنطقة القرارة، والتي عرفت حضور مختلف مكونات المجتمع الميزابي ، بعدما كانت حادثة وفاته النقطة التي أعطت الشرارة لتجدد الاشتباكات.
كلمات دلالية :
غردايـة