سجلت أسعار الخضر تراجعا معتبرا، في الأسبوع الثاني من شهر رمضان، وقدر الانخفاض بنسبة تتراوح بين 20 و22 بالمئة، بحسب اتحاد التجار، وأرجع السبب في ذلك إلى تراجع مستوى الطلب، والذي بلغ في الأسبوع الأول من الشهر 2.5 مليون قنطار.
استقرت أسعار الخضر في مستويات "مقبولة نوعا ما"، بعد التهاب استمر أسبوعا كاملا، فأصبح سعر الكوسة في حدود 60 دينارا بعدما تخطت عتبة 100 دينار، ونفس الأمر بالنسبة إلى الجزر والذي يباع حاليا بين 50 و60 دينارا، أي بانخفاض بين 20 و30 دينارا، ونفس التراجع سجلته أسعار الفاصوليا والتي بلغت 100 و130 دينار، بعدما سجلت أسعارا قياسية بلغت 180 دينار و200 دينار في عدد من الأسواق، ورغم التراجع الكبير في الأسعار، لا تزال البطاطا تصنع الاستثناء حيث تباع بين 45 و50 دينارا، رغم وفرتها الكبيرة ونوعيتها "السيئة" خاصة وأنها من مخزون غرف التبريد، وشتمل التراجع اللحوم البيضاء وبلغ سعر الدجاج 220 دينار، بعدما كان 290 دينار في بداية رمضان.
وأرجع الناطق الرسمي للتجار والحرفيين الجزائريين، الحاج الطاهر بولنوار، انخفاض الأسعار، إلى التراجع الكبير في الطلب، وأوضح لـ "الشروق": "أُبلغت من وكلاء أسواق الجملة أن أسعار الخضر قد سجلت انخفاضا معتبرا قدر بين 20 و22 بالمئة، والأمر راجع إلى قلة الطلب من قبل المواطنين"، ليسجل: "لقد تبين أن سلوك المواطنين أهم محدد للأسعار في الجزائر" ليبدي بعض الانزعاج من الاتهامات التي طالت التجار ومفادها "ما يخافوش ربي"، ليعلق على ذلك: "هل التاجر لا يخاف الله في بداية الأسبوع ثم يخافه بعد ذلك؟ أم أنه لا يخافه في سلع وفي سلع أخرى يخافه...؟" ويتوقع محدثنا استمرار تراجع الأسعار إلى ما بعد شهر رمضان، في ظل استمرار الطلب المنخفض للمواطن.
وبحسب بولنوار، فقد بلغ استهلاك المواطنين من الخضر 2.5 مليون قنطار، على أن يصل 10 ملايين قنطار نهاية الشهر، وفي تبريره لاستمرار ارتفاع أسعار الفواكه الموسمية، حيث بلغ سعر العنب 180 دينار والمشمش 170، أرجع الطاهر بولنوار ذلك إلى أن تلك المواد غالبيتها مستوردة.
ويقدم رئيس الفدرالية الوطنية للمستهلكين، زكي حريز، نفس المبرر تقريبا لانخفاض الأسعار، بالقول لـ "الشروق": "السوق عرف تشبعا كبيرا في بداية رمضان، وكان هنالك شيء من التهافت من طرف المستهلكين الأمر الذي جعل الأسعار ترتفع بطريقة غير مبررة... سلوكيات المواطن هي أهم محدد للسعر في الجزائر".