وتلتقي ألمانيا مع المنتخب الجزائري مساء الاثنين في دور الستة عشر من البطولة، في واحدة من المواجهات الاكثر جدلا بمونديال بلاد السامبا.
وكانت الجزائر تغلبت على ألمانيا الغربية 2/1، في مباراتهما الأولى بمونديال أسبانيا عام 1982، غير أنها خرجت من الدور الأول، بعد فضيحة التأمر بين الألمان وجيرانهم النمساويين ليصعدا معا إلى الدور الثاني على حساب الجزائر التي فازت أيضا على تشيلي 3/2، وخسرت من النمسا صفر/2 .
ويعول الجزائريون وفي مقدمتهم رئيس البلاد عبد العزيز بوتفليقة، على لاعبي المنتخب الحالي لتجديد الفوز على ألمانيا في مباراة الليلة، ومن ثم معادلة إنجاز من سبقوهم إلى تشريف الجزائر في أكبر المحافل الكروية.
وإذا كان من يعتقد أن مطالبة اللاعبين الحاليين بالسير على خطى من سبقوهم للتألق في المونديال تحفيزا لهم للإطاحة مجددا بالماكينات الألمانية فهناك من يعتقد أن ذلك سيشكل ضغطا سلبيا على الفريق لن يجنى منه في النهاية إلا الخيبة والهزيمة المذلة.
وظل الإنجاز غير المسبوق في مونديال أسبانيا المرجع الأول للكرة الجزائرية، فيما وصف لاعبو جيل الثمانينيات من القرن الماضي باللاعبين الذين لا يقارنون.
والحقيقة أن هذا الجيل نجح في كتابة صفحات ناصعة من تاريخ الكرة الجزائرية، فقد كان منتخبا يعج بنجوم على درجة كبيرة من المهارات الفنية مما أهله للمشاركة مرتين متتاليتين في نهائيات كأس العالم (1982 و1986) إضافة إلى احتلاله مكانة مرموقة جدا في القارة الأفريقية رغم أنه فشل في إهداء أي لقب للجزائر.
غير أن نجاح المنتخب الجزائري الحالي في بلوغ الدور الثاني من المونديال لأول مرة في التاريخ، يبدو أنه ساعد على التخلص من عقدة لازمت اللاعبين والمسؤولين لنحو ثلاثة عقود.
ويرى بعض الجزائريين، أن تجاوز نتائج حقبة الثمانينيات سيساعد الكرة الجزائرية على "التحرر نفسيا" وتحقيق ما هو أفضل في المستقبل.
لكن محمد قندوز، قائد "الخضر" في مونديال المكسيك عام 1986، يعتبر أن من يحاول المقارنة بين جيله والجيل الحالي كأنما يسعى لإثارة الفتنة. بينما دعا زميله لخضر بلومي الذي يعتبر من أفضل اللاعبين الذين أنجبتهم الكرة الجزائرية عبر التاريخ، اللاعبين الحاليين إلى الحفاظ على "أمانة النتائج الإيجابية" التي سجلوها في الفترة الذهبية للكرة الجزائرية.
وأجمع محاربو الصحراء، أن المقارنة بينهم وبين أسلافهم لا تجوز إطلاقا معترفين بأفضلية ماجر وبلومي وعصاد ودحلب وزيدان ومرزقان وسرباح،وهو الجيل الذي نجح في كتابة أسمائه بأحرف لا يمكن محوها من الذاكرة بسهولة مهما تقدمت الاعوام وتعاظمت الإنجازات.
كلمات دلالية :
رياضة-قدم-كأس العالم
الجزائر-ألمانيا