كانت الساعة تشير إلى السادسة وعشرين دقيقة من مساء أمس عندما وصلت السيدة إسمهان كاوة رفقة زوجها القاطنين بحي بن الشرقي بقسنطينة والأم تحتضن إبنها باكية وهي تقول "أنا لا أصدق بأن إبني عاد إلي"، في أجواء احتفالية من بارود وزغاريد ودموع فرح حضرها قرابة 10 آلاف مواطن..
وكانت وحدات الأمن والدرك بمدينة تمالوس غرب سكيكدة، قبل صلاة الجمعة من نهارأمس، قد أوقفت سيدّة تبلغ من العمر 48 سنة، مقيمة على مستوى حيّ بلاسكة مولود،بوسط مدينة تمالوس، بعد سلسلة من التحريات والتحقيقات بشأنها، عقب ورود معلومات منذثلاثة أيام، مفادها أن إمرأة مطلقة في وقت سابق بسبب العقم، ومتزوجة حديثا من كهل منمواليد فرنسا، في الستينيات من العمر، زعمت منذ نحو 20 يوما، بأنها وضعت مولودا منجنس ذكر على مستوى مصلحة الأمومة والطفولة بمستشفى قسنطينة، وحاولت إيهام الناسبعد ذلك من خلال القيام بإجراءات حفل "العقيقة" التي تعتبر سنة وتقليدا حضر مراسيمهالكثير من أهل المنطقة، وبناء على هذه المعطيات، قامت مصالح الدرك بتتبّع خيوط القضيّة،والتأكّد من صحّة المعلومات الواردة، وبالتنسّيق مع عناصر الشّرطة القضائية لأمن ولايةقسنطينة، وبإخطار من السيّد وكيل الجمهورية لدى محكمة تمالوس الابتدائية، تمت مداهمةمنزل المعنية، أين تمّ توقيفها واسترجاع رضيع في سن الرضيع ليث المختطف منذ 17 يومامن مصلحة الولادة بمستشفى قسنطينة، كل المعلومات والدلائل الأولية أكدت بأنه الرضيعليث كاوة الذي أختطف بتاريخ الـ 17 من شهر ماي الماضي، خاصة وأن المتهمة صرحتخلال التحقيقات الأولية معها بأن الرضيع الذي حصلت عليه تم جلبه من مدينة قسنطينةبتاريخ الـ27 من شهر ماي، وقالت بأنها تسلمته بعد أن دفعت مبلغا ماليا بتورط أطراف منالمستشفى، حسب مصادر عليمة .
عناصر الشرطة والدرك اللذين تكفلا بالتحقيق في هذه القضية، قاما بتحويل المتهمة علىمستوى مستشفى تمالوس، أين تم إخضاعها للتحاليل الطبية، وتم التأكد بأنها لم تضع مولوداخلال الأيام الأخيرة، ولم تحبل أصلا، وكانت قد زعمت بأنها أجرت عملية قيصرية، وتمالاتصال بوالدي "ليث" بقسنطينة، بعد إجراءات إرسال الرضيع إلى مسقط رأسه للتأكد منأنه المعني الذي تم اختطافه منذ أسابيع من قسنطينة، وهي القضية التي أثارت جدلا واسعافي الساحة الوطنية، وأخرجت سكان قسنطينة للاحتجاج.
للإشارة، فإن سكان تمالوس أبدوا استياءا وتذمرا كبيرين من قيام المعنية بهذه الجريمةالنكراء في حق الرضيع ووالديه، مطالبين بتطبيق أقصى العقوبات في حقها. علما أنالمتهمة موظفة بوكالة التنظيم والتسيير العقاري فرع مدينة تمالوس، والبحث جار عنزوجها.
وكان والدا ليث قد تم استدعاءهما لمصالح الشرطة ولكنهما لن يتسلما ليث إلا بعد أن يتمفحصه وإخضاعه لتحاليل الحمض النووي، حتى يطمئن قلوب الجميع، علما بأن الوالدينخضعا للتحاليل مباشرة بعد اختطاف ليث في التاسع عشرة من الشهر الماضي، وحسبمصادر فإن المتهمة لم تختطف الطفل وإنما كلفت أطرافا أخرى قد يكون أحدها زوجها الذيمازال في حالة فرار وهو مغترب سابق، له أبناء خارج الوطن وعقد قرانه مع المتهمة منذخمس سنوات وعلم بأن عقدتها في الحياة هي الولد ورفضت تربية أي مولود من مراكزالطفولة المسعفة وقامت منذ أشهر برسم سيناريو الحمل الذي انتهى باختطاف ليث، الذيسيجرها إلى السجن رفقة الكثير من المتورطين ويحتمل سقوط تورط عمال المستشفىالجامعي بقسنطينة الذين تبقى تهمتهم الأولى والكبرى هي الإهمال..
كلمات دلالية :
الرّضيع ليث