تعرّض، مؤخرا، أساتذة يزاولون التدريس بجامعات وطنية إلى "الإهانة" -على حدّ تعبيرهم-، من طرف جامعات أوروبية وعربية، قصدوها للحصول على رسالة الاستقبال، التي بموجبها يحصلون على تكوين قصير المدى بالخارج.
عبّر عدد من الأساتذة، الذين فضلوا عدم الإفصاح عن هوياتهم، في حديثهم لـ"الشروق"،عن عميق أسفهم إزاء المعاملة "المهينة" -على حدّ وصفهم-، التي باتوا يلاقونها فيالجامعات الأوروبية وحتى العربية، التي ترفض في كل مرة منحهم "رسائل الاستقبال"، التيتتيح لهم الحصول على تربصات قصيرة المدى تدخل ضمن التحضير لأطروحات الدكتوراه التيهم بصدد منقاشتها. وذكر أستاذ يدرس بجامعة سيدي بلعباس، أنه قصد مراكز بحث تابعةلجامعات بالعاصمة الفرنسية باريس، اعتاد التعامل معها، وقدم طلبا للحصول على رسالةاستقبال. وأضاف المتحدث: "لقد أعلمت القائمين على مراكز البحث هذه بأن مصاريفالتربص، من نقل وإيواء هي على عاتق الدولة الجزائرية، التي "تمنحنا مبلغا بالأورووتذكرة للسفر عبر الطائرة"، مضيفا بأنه تلقى رسالة عبر بريده الإلكتروني، من مركز بحثبجامعة نانتير الفرنسية، طلب منه أن يرسل سيرته الذاتية، وملخصا عن موضوع البحث،الذي سيعالجه في أطروحة الدكتوراه، التي هو بصدد إعدادها، ويرسله عبر "الايميل". وبعدكل هذه الاجراءات، ظل الأستاذ لأشهر ينتظر ردهم، لكن دون جدوى.
السيناريو ذاته، تكرّر مع زملائه من جامعات أخرى عبر الوطن، على غرار أستاذ، كانيتعامل مع مركز بحث بجامعة جنيف السويسرية، إذ تنقل شخصيا إلى هذه الجامعة وقدم طلباللحصول على رسالة استقبال، ليقابل طلبه بالرفض. أما قصة أستاذ آخر بجامعة بغرب البلاد،كانت الأغرب على الإطلاق، الأخير تفاجأ لما قدم طلبا عبر البريد الالكتروني لجامعة مغربيةللحصول على رسالة استقبال، بأحد مسؤوليها يرد عليه، عبر الايميل قائلا: "عليك إرسالسيرة ذاتية وملخص عن بحثك، مع دفع مبلغ من المال بالدرهم"، وهو الأمر الذي تعجب لهصاحب الطلب، مستنكرا هذه الخرجة غير المتوقعة.
وما حزّ في أنفسنا، يقول الأساتذة المشتكون، أن الذين تعرضوا إلى "المرمدة" من طرفجامعات أوروبية وعربية، هو من خير أساتذة الجامعة الجزائرية، المشهود لهم بالكفاءة،والنشاط الدؤوب في مجال البحث العلمي، لذلك نطلب -يقول أحدهم- من وزارة التعليم العاليوالبحث العلمي إسقاط رسالة الاستقبال من ملف الاستفادة من التربص بالخارج، لأنها "فعلاأضحت عائقا أمام إنجازنا لأطروحات الدكتوراه في الموعد المحدّد"، مقترحا في الوقت ذاته،على الوزارة الوصية عقد اتفاقيات مع جامعات أجنبية تضمن استقبال الأساتذة الجزائرييندون عراقيل.
كلمات دلالية :
إهانة أساتذة جزائريين بسبب "رسالة الاستقبال"