"العملية وإن لم يتحدث عنها أي مسؤول رسمي – تضيف الجريدة – ومع ذلك فإن الجيش الشعبي الوطني يكون دخل في حرب ضد الجماعات الإرهابية في الغرب الليبي منذ التاسع والعشرين ماي" العملية حسب مقال الوطن "تتم بالتعاون مع قوات خاصة أمريكية وفرنسية.."
الخبر رغم غرابته وخطورته لم يثر أية ردة فعل رسمية لا في الجزائر، ولا في ليبيا. فلا هي نفته الجهات المعنية ولا أكدته، مما يرجح "صحته" لدى عامة الجزائريين نظرا أولا: للاعتقاد السائد لدى هؤلاء بأن "الوطن" جريدة مقربة من الجهات الفاعلة وصناع القرار في الجزائر.. ثانيا: لاعتبار الوطن جريدة محترمة وجدية لا تنشر أي كلام وليس من السهل تضليلها أو تحريكها.. وثالثا: لاستناد الجريدة في تأكيدها للخبر على مصادر عسكرية وديبلوماسية جزائرية، ومصدر أجنبي آخر، جريدة التايمز التي أثارت الموضوع.. وهو الخبر نفسه الذي سبق أن نشره موقع الشروق أونلاين على ذمة المصدر نفسه أي التايمز، في الحادي والثلاثين ماي الماضي..
فهل حقا قبلت الجزائر أن يقوم جيشها بعمليات خارج حدودها وبالتعاون مع جيوش أجنبية أمريكية وفرنسية، هي التي ظلت عبر تاريخها الطويل ترفض التدخل العسكري لأية قوة في دولة أخرى، أو الاعتداء على سيادتها، مهما كانت الأسباب والذرائع؟
منطق الأشياء يستبعد ذلك تماما، على اعتبار أن نشاطا من هذا القبيل ليس من مبادئ ولا قيم الجزائر وسياستها الخارجية في عدم "اللجوء إلى الحرب من أجل المساس بالسيادة المشروعة للشعوب الأخرى وحريتها" وسعيها الدؤوب ".. لتسوية الخلافات الدولية بالوسائل السلمية"(المادة 26 من الدستور).. وعملها الدائم "..من أجل دعم التعاون الدولي، وتنمية العلاقات الودية بين الدول، على أساس المساواة، والمصلحة المتبادلة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية. وتبني مبادئ ميثاق الأمم المتحدة وأهدافـه ." (المادة 28).
ولا من عقيدة جيشها الوطني الشعبي ولا فلسفته، فلطالما ظلت المؤسسة العسكرية متمسكة بدورها الدستوري ومهمتها الدائمة في "المحافظة على الاستقلال الوطني، والدفاع عن السيادة الوطنية." و".. وحدة البلاد، وسلامتها الترابية، وحماية مجالها البري والجوي، ومختلف مناطق أملاكها البحرية" (المادة 25)، ومبدئها بعدم التدخل خارج الحدود..
لقد سبق للجنرال بوعلام ماضي، مدير الاتصال بوزارة الدفاع الوطني، التأكيد في حديث للقناة الإذاعية الثالثة، بأن الوضع المتأزم على الحدود يثير الانشغال، وشدد على أهمية التنسيق والتعاون مع الأجهزة الأمنية في الدول المجاورة، لكنه لم يشر لا تلميحا ولا تصريحا إلى إمكانية جنوح الجزائر إلى القيام بعمل عسكري خارج الحدود، وبالتنسيق والتعاون مع من؟ مع قوات خاصة أمريكية وفرنسية رغم الحساسية الكبيرة للجزائريين رسميين كانوا أو عامة لتعاون من هذا القبيل مع جهات من هذا النوع "فرنسا وأمريكا"..
وفي انتظار تفسيرات رسمية تزيل اللبس، يبقى السؤال مطروحا هل تدخل الجيش في غرب ليبيا؟ ذلك لأن الغموض الذي يكتنف هذه المسألة هو الذي لغم الموقف الجزائري، وفسح المجال لتكريس اتهام الجزائر بمساعدة اللواء خليفة حِفتِر في تمرده على السلطة الشرعية ودعمه في سعيه لتدبير انقلاب ضد الشرعية على غرار ما قام به السيسي في مصر.
كلمات دلالية :
الجزائر- ليبيا