الجواب: قال الله تعالى لرسوله: {فإذا فرغت فانصب}، قال أهل العلم: فرغت أي من عمل الدنيا، فانصب في العبادة، والنصب: هو التعب في العبادة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتعب في العبادة، ففي صلاة الليل كان يتعب تعباً شديداً، يقوم الليل حتى تتفطر قدماه، وتتفطر أي تتشقق من طول القيام، فكان يقوم قياماً لا يستطيعه كثير من الصحابة، مثلما قال عبدالله بن مسعود: "صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأطال القيام حتى هممت بأمر سوء، قال: قلنا وما هو؟ قال: هممت أن أقعد"، والشاهد من هذا أن أعظم الأوقات وأحلاها للنبي صلى الله عليه وسلم كان وقت الصلاة والعبادة، وهذا كان حال النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة، وعلى كل حال ليس هناك حد أدنى لقيام الليل، فأدناه ركعة كما قال أهل العلم، ولكن بالنسبة لوقت أدنى القيام هو ثلث الليل، ومتوسطه نصف الليل، وأعلاه ثلث الليل، وأفضل قيام هو ما قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: "خير القيام هو قيام داود، كان ينام نصف الليل، ويقوم ثلثه، وينام سدسه"، وأدنى القيام كما قال الله تبارك وتعالى: {إنه يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه، وطائفة من الذين معك}.
كلمات دلالية :
قيام الليل