مطارات الجزائر خارج مجال التغطية بالأنترنت

 لايزال مطار هواري بومدين الذي يعد بوابة وواجهة الجزائر الداخلية والخارجية خارج مجال التغطية بـ”الويفي”، رغم أنه يعرف استقطاب 16 مليون مسافر سنويا.

 إذا كانت أغلب المطارات العالمية تحرص على رفاهية وراحة مسافريها بتوفير مختلف الخدمات لهم، بما في ذلك الأنترنت كضرورة لا يمكن الاستغناء عنها في حياتنا اليومية بالنظر للتطورات التكنولوجية التي يعرفها العالم، فإن مسؤولي مطار هواري بومدين يبدو أنهم فضلوا خيار الانفصال عن العولمة، حيث نجد أن المسافر الجزائري والأجنبي على حد سواء بالمطار يعانيان الأمرّين، خاصة أمام الفراغ والملل الذي يقضيانه قبل الصعود إلى الطائرة، في ظل غياب مجانية خدمة “الويفي” التي تخفف عنهم “مرارة” الانتظار وتعب السفر، فيما يحرص الكثير منهم على الاتصال عبر شبكة الأنترنت بأرجاء المطار وخاصة قاعات الركوب والانتظار، من خلال اقتناء بطاقات التعبئة من موزعي متعاملي الهاتف النقال، وحجتهم في ذلك قتل الوقت والتغلب “على صداع الرأس” من شدة الانتظار.
وحسب ما كشف عنه موظف بالخطوط الجوية الجزائرية، فضل عدم ذكر اسمه، فإن خدمة “الويفي” منعدمة بالمطار لأسباب أرجعها للتخوف من عدم التحكم في التقنية في حال مجانيتها، ولدواعٍ أمنية، خاصة أن المطار يوجد تحت حراسة أمنية مشددة تخوفا من وقوع اعتداءات إرهابية. 
بينما يرى السيد “مصطفى. م”، وهو رجل أعمال، أن مجانية خدمة “الويفي” بالمطارات، أصبحت أمرا ضروريا في ظل العولمة، مضيفا أنه بحكم تنقلاته المتكررة إلى عدة بلدان أوروبية لا يخلو مطار فيها من هذه الخدمة التي توفر الراحة للمسافرين.
محطة الخروبة البرية تتجاوز المطار
غير أنه على عكس مطار هواري بومدين الذي لا يتوفر حاليا على مجانية خدمة “الويفي”، وهو الذي سيكون الأكبر في إفريقيا سنة 2018، بطاقة استيعاب 16 مليون مسافر، حظي مسافرو محطة الخروبة منذ أسبوع تقريبا بالاستفادة من هذه الخدمة العمومية.
وحسب المدير العام لمؤسسة النقل الحضري وشبه الحضري، السيد شريف محند السعيد، فإن الهدف من إطلاق مجانية خدمة “الويفي” في محطة نقل المسافرين بالخروبة هو تحسين الخدمة العمومية ومسايرة التطورات في العالم.
وذكر السيد محند السعيد الذي عمل لمدة 29 سنة بمطار هواري بومدين، وتقلد عدة مناصب كمدير للاستغلال، والصيانة ومسؤول عن الأمن بالمطار، أن إطلاق خدمة “الويفي” من شأنه أن يخفف الشعور بالملل الذي يتملك المسافرين بفعل طول الانتظار والفراغ القاتل الذي كان يعانيه المسافر بالمحطة، حيث يسمح له بالاستفادة من الاتصال عبر شبكة الأنترنت، مضيفا، في اتصال بـ”الخبر”، أمس، بالقول: “حرصت على مجانية هذه الخدمة لاستقطاب الزبائن، وعيب أن يطلب منهم دفع مقابل، لأنه توجد ألف طريقة للحصول على المال”، ليكشف أن المحطة تستقبل يوميا حوالي 35 ألف مسافر. 
وفي السياق نفسه، قال رئيس المنظمة الوطنية للناقلين، بورابة حسين، إن مسافري محطة الخروبة استحسنوا هذه الخدمة، مضيفا “محطة الخروبة أصبحت تشبه المطار، فمنذ 5 أشهر من تقلد المدير العام منصب تسيير مؤسسة النقل الحضري وشبه الحضري تحسنت الكثير من الأمور، لاسيما عامل النظافة الذي كان منعدما تماما في المحطة”.  



جمعية حماية المستهلك
نطالب إدارة المطارات بتمكين المسافرين من خدمة الأنترنت مجانا
 دعا رئيس جمعية حماية المستهلك، مصطفى زبدي، في اتصال بـ”الخبر”، إدارة المطارات والموانئ إلى تمكين المسافرين من خدمة الأنترنت بالمجان، تعميما لمبدأ ديمقراطية الاتصالات واستعمالات التكنولوجيا لبلوغ أولى درجات سلم مجتمع المعرفة الذي تتخذ منه السلطات العمومية شعارا.
وأشار زبدي إلى أنه في الوقت الذي أصبح الولوج إلى عالم الأنترنت من الأمور البديهية، في كافة مطارات العالم، يظل هذا الأمر مصنفا في خانة المستحيل في بلادنا رغم إنفاق الملايير من الدولارات في إرساء قاعدة قوية للاتصالات السلكية واللاسلكية والتي لا يبررها مستوى الخدمة المتدني.
ويعزو المتحدث الحاجة إلى خدمة الأنترنت إلى ضعف الالتزام بمواعيد إقلاع الطائرات وإلغاء الرحلات وتدني مستوى الخدمات على مستوى المطارات، ما يدفع الإدارة إلى التفكير في الإسراع بتوفير هذه الخدمة لامتصاص القلق والانزعاج المتواصل الذي يعاني منه المسافر أثناء تواجده بمثل هذه المرافق الحيوية، وبما يخفف عنه عناء الانتظار وتأخر قضاء أعمالهم.
وقلل زبدي من مخاوف أمنية تعيق نشر الأنترنت مجانا لفائدة المواطنين والأفراد بمرافق معينة، مثل المطارات ومحطات نقل المسافرين الهامة، حيث يقول زبدي: “كنا نظن أن إدارة المطارات لا توفر هذه الخدمة لدواعٍ أمنية، لكن فتح خدمة “3 جي”، بيّن أن الأمر إداري بحت، ويستطيع أي شخص الولوج إلى عالم الأنترنت حيثما كان”. 
الجزائر: ع. محمد الفاتح

مدير عام مطار هواري بومدين
“الويفي”.. ليس حقا ولا ضرورة
قال الرئيس المدير العام لمطار هواري بومدين، الطاهر علاش، إن خدمة “الويفي” ليست حقا بل كمالية وليست ضرورية، وهي متوفرة بالمطار ولكن بمقابل. وأضاف علاش، في اتصال بـ”الخبر”، أن إدارة المطار تعمدت عدم مجانية هذه الخدمة، لكي لا يتحول المطار إلى فضاء لكل من هبّ ودبّ، مضيفا بالقول إن “المطار مخصص للمسافرين، ولو أطلقنا مجانية هذه الخدمة، سنصبح في مواجهة الاكتظاظ بالمطار”. وتابع علاش: “من يريد الاستفادة من خدمة “الويفي”، فعليه اقتناء بطاقات تعبئة من موزعي متعاملي الهاتف النقال على مستوى المطار”. وبخصوص مجانية خدمة “الويفي” في محطة نقل المسافرين بالخروبة في العاصمة، اكتفى المدير العام بالقول “لكل إدارة سياستها”، مشددا على أن “عهد “الباطل” قد ولى”.