ازرع فكرة في عقل إنسان تحصد سلوكاً مناسباً لها.. فإن كانت تلك الفكرة منيرة خيرة سماوية، كان السلوك مستقيماً مشرقاً ولابد.. ويصبح هذا الإنسان كالشجرة الطيبة المباركة أصلها في الأرض وفرعها في السماء تؤتي أُكلها كل حين بإذن ربها.. فتنتفع به أمتُه، ويسعد به مجتمعه، وتفاخر به أسرته.. وتتهلل له ملائكة السماء..!
أما إذا كانت الفكرة أصلاً فاسدة سيئة، فإنها لن تثمر إلا سلوكات تترجم حقيقتها في القلب الذي تشربها، لأن كل إناء بما فيه ينضح..
ولقد كان الإمام مالك بن دينار رحمه الله يقول:
إن قلوب الأبرار تغلي غلياناً بالخير.. وإن قلوب الفجار تغلي غلياناً بالشر
فإذا كانت هذه القاعدة صحيحة _ وهي والله كذلك _ فإني أتساءل، ولعلكم تتساءلون معي أيضاً:
ما هي الأفكار التي يضخها الوسط الفني في عقول وقلوب أبنائنا وبناتنا؟
ما الأفكار التي تعمل على زراعتها الفضائيات التي تتقيأ في وجوهنا ليل نهار..؟
ومن ثم..
فما هي الثمرات التي سنحصدها من هذه الأفكار المبثوثة ليل نهار..؟!
يا إلهي الرّحمة..!
ثم الرحمة.. ثم الرحمة..!
اللهم اكفناهم بما شئت وكيف شئت.. إنّك تقدر ولا نقدر..
كلمات دلالية :
ازرع فكرة....تحصد سلوكا