في حال زوّرت نتائج الاستحقاق، وسيثبت التزوير -حسبهم- في فوز المترشح الحر عبد العزيز بوتفليقة، مخاوف أغلب المواطنين، هؤلاء باتوا يتحدثون عن عدم استقرار ستشهده البلاد، نتيجة الصراع على كرسي السلطة، وسيكون ضحيته الأولى والأخيرة، المواطن البسيط الذي لا حول له ولا قوة، الأمر الذي دفعهم إلى التفكير في أخذ احتياطاتهم، حيث عرفت البنوك ومراكز البريد في عدة نقاط من البلاد، توافدا غير مسبوق للمواطنين الذين قرروا سحب أموالهم المودعة هناك قبل موعد الاقتراع، خوفا من الاحتجاجات التي ترافقها أعمال الحرق والتخريب، مما أخلط أوراق الإدارة، التي اعتبرت هذه الخطوة غير مبررة، فيما تهافتوا أيضا على محلات المواد الغذائية، لشراء مستلزمات تكفيهم أيّاما أو ربما شهورا، خوفا من نفاذها في الأسواق في حال عرفت البلاد انفلاتا في الأيام القادمة. خطابات بعض المترشحين، والمقاطعين للموعد الانتخابي، والرافضين للعهدة الرابعة، نجحت في خلق حالة من الفوضى، بعدما تمكنت من إثارة مخاوف المواطنين، من أن تشهد البلاد حالة عدم استقرار واندلاع فتيل الاحتجاجات، التي غالبا ما تكون مقرونة بأعمال الحرق والتخريب، كالتي شهدتها في سنوات سابقة، الأمر الذي جعلهم يخططون لتأمين أنفسهم، على الأقل خلال الفترة التي تلي ظهور النتائج، وفكّر عدد كبير منهم في التوجه إلى البنوك ومراكز البريد أين يودعون أموالهم، لسحبها خوفا من أن تتعرض هذه المباني للحرق مثلما حدث في وقت سابق، حيث شهدت مراكز البريد في ولايات عديدة من الوطن طوابير طويلة لمواطنين يطالبون بأموالهم، كما استقبلت البنوك أعدادا هائلة منهم، ورغم محاولات الإدارة لإقناعهم بأن أمانتهم محفوظة، ولا خطر عليها، إلا أن حديث الشارع كان له الوقع الأكبر عليهم، مما أجبرها على تأمين السيولة الكافية في وقت قياسي لدفع الأموال المستحقة وتجنب الدخول في مواجهات مع المعنيين.
في السياق ذاته، شهدت الأسواق، الأروقة والمحلات التجارية، تدفقا كبيرا للمواطنين، الذين تعوّدوا على نفاذ المواد الغذائية الأساسية في كل مناسبة استثنائية على غرار الأعياد وأيام الإضراب وحتى أيام الاقتراع، مما جعلهم يسارعون إلى تأمين حاجياتهم قبل الموعد الحاسم، على رأسها المواد الأساسية كالحليب والدقيق، وسط مخاوف كبيرة مما ستحمله الأيام القادمة، وكان لارتفاع الطلب تأثير على أسعار المواد الاستهلاكية، حيث عرفت معظمها ارتفاعا محسوسا، وشهدت بعض المحلات نفاذا لعدد كبير من المواد جراء إقبال الناس عليها
كلمات دلالية :
الجزائر، الانتخابات