كنت قاضياً في الشام ..
وحدث أن كنا مجموعة نمضي المساء عند أحد الأصدقاء فشعرت بضيق نفس واختناق شديد فاستأذنت أصدقائي للرحيل فأصروا أن أتم السهرة معهم ولكني لم أستطع وقلت لهم أريد أن أتمشى لأستنشق هواء نقياً ..
فخرجت منهم مشياً وحدي في الظلام وبينما أنا كذلك إذ سمعت نحيبا وابتهال آت من خلف التلة .. نظرت فوجدت امرأة يبدو عليها مظاهر البؤس !! كانت تبكي بحرقة وتدعو الله ..
اقتربت منها وقلت لها: ( ما الذي يبكيك يا أختي ) ؟
قالت : ( إن زوجي رجل قاسٍ وظالم طردني من البيت و أخذ أبنائي و أقسم أن لا أراهم يوماً وأنا ليس لي أحد وليس لي مكان أذهب إليه ) .
فقلت لها:
( ولماذا لا ترفعين أمرك للقاضي؟ )
بكت كثيراً وقالت: ( كيف لامرأة مثلي أن تصل إلى القاضي؟ )
يكمل الشيخ وهو يبكي يقول:
{ المرأة تقول هذا وهي لا تعلم أن الله قد جر القاضي "يقصد نفسه " من رقبته ليحضره إليها }
سبحان من أمره بالخروج في ظلمة الليل ليقف أمامها بقدميه ويسألها هو بنفسه عن حاجتها .
أي دعاء دعته تلك المرأة المسكينة ليستجاب لها بهذه السرعة وبهذه الطريقة .. فيا من تشعر بالبؤس وتظن أن الدنيا قد أظلمت فقط أرفع يديك للسماء وتضرع لمن
يسمع دبيب النملة .. أيليق بعد هذا أن نسيء الظن برب رحيم!!
كونوا على يقين أن هناك شيئاً
ينتظركم بعد الصبر والدعاء...
كلمات دلالية :
عظمة الدعاء