بعد المباراة الكبيرة التي لعبها مع فريقه "ريال سوسييداد" أمام نادي "إشبيلية" مؤخرا، واعتبروا القرار الذي كشف عنه موقع سوسييداد بالقرار الصائب بما أنه يصب في مصلحة المنتخب الذي يبقى في أمس الحاجة إلى خيرة مدافعيه وكل لاعبيه خلال خرجتيه إلى كل من البينين ورواندا في النصف الأول من شهر جوان المقبل، إلا أن كثيرين تساءلوا عن سبب عفو البوسني عن كادامورو الذي اختلف معه قبل مباراة البينين، دون عفوه عن لاعبين آخرين لم يقوموا بأشياء خطيرة سوى أنهم دافعوا عن أنفسهم في تصريحات إعلامية سابقة، والأمر يتعلق بكل من بودبوز وجابو اللذين لم يستدعيا للقاء البينين ورواندا.
كانا يستحقّا العفو لأنهما قادران على إعطاء الإضافة
وكان البوسني قد أبعد بودبوز عن لقاء البينين ذهابا بسبب ما اصطلح تسميته بقضية "الشيشة"، وهي عقوبة كنا نعتقد أنها سترفع بمجرد مرور تلك المباراة، إلا أن الرجل واصل في تعنّته وقرر أن يمدّدها إلى إشعار آخر بسبب تصريحات بودبوز التي دافع فيها عن نفسه، فأبعده عن قائمة البينين ورواندا وهو الذي كان يستحق العفو نظرا لحاجة المنتخب إلى خدماته، بعدما تألق في آخر المباريات مع سوشو، والشيء نفسه بالنسبة لـ جابو الذي تقبل قرارات مدربه يوم أقحمه في الوقت بدل الضائع أمام البينين، إلا أنّ عدم تقبله تصريحاته يوم قال عنه أنه لاعب يصلح للعب "10 دقائق وفقط"، انقلبت عليه فصار في تعداد المعاقبين والمبعدين، وهو الآخر كان يستحق العفو مادام قادرا على إعطاء الإضافة.
المنتخب سيفقد عددا من المواهب بهذه العقلية
ويبقى منتخبنا الوطني في ظل العقلية التي يسير بها منتخبنا هو الخاسر الأكبر، فصحيح أن الإنضباط والقانون الداخلي للمنتخب يبقيا فوق الجميع، إلا أن العفو عن كادامورو وإبقاء عقوبة الإبعاد على بودبوز وجابو سيجعل المنتخب أكبر الخاسرين، ويجعله يفقد مواهب كانت ستعطي الكثير لمنتخبنا لو أنها وظفت جيدا، لأن أهل الإختصاص يقرون أن بودبوز وجابو من المواهب القليلة التي لم يعرف البوسني كيف يستفيد منها، ولعل ما يقدمه الأول في البطولة الفرنسية والثاني في الدوري التونسي لأفضل دليل على ذلك.