ويشعر الكثيرون من مشجعي الفريق الكتالوني بأن فريقهم بالفعل يمر بمرحلة خطيرة في تاريخه وأنه قارب على الوصول لنهاية فترة من أفضل فترات تاريخه الكروي.
وأشارت الصحف الإسبانية الصادرة اليوم الأحد إلى أن فريق برشلونة يعيش أزمة حقيقية وليست عابرة.
وخصصت الصحف الإسبانية الكثير من عناوين صفحاتها الرئيسية لانتقاد الفريق الكتالوني، حيث قالت صحيفة "لا فان غوارديولا" بعد الهزيمة التي تلاقاها فريق برشلونة أمس السبت بهدف نظيف أمام مضيفه غرناطة أن الفريق الكتالوني يلفظ أنفاسه الأخيرة وأنه يفتقد إلى روح الانتصار والحماس والمنافسة والصفاء الذهني.
وتوافقت جميع الصحف الكتالونية على أن يكون الأرجنتيني جيراردو مارتينو هو محط انتقاداتها، حيث خصصت صحيفة موندو ديبورتيبو عنوان "تاتا الكارثي" لوصف حالة التخبط التي يعاني منها المدير الفني الأرجنتيني.
ومن جانبها، كتبت صحيفة "سبورت" في صفحتها الرئيسية تحت عنوان "الوداع برشلونة، الوداع تاتا" في إشارة إلى ابتعاد الفريق الكتالوني عن المنافسة على بطولة الدوري.
وكانت حدة الانتقادات الموجهة للمدير الفني الأرجنتيني قد تصاعدت في الأسبوع الماضي بسبب إقصاء فريق برشلونة من دور الثمانية لبطولة دوري ابطال أوروبا على يد اتليتكو مدريد.
ولم تستطع الصحف الإسبانية مسامحة مارتينو على إخراجه لاندريس إنيستا نجم خط وسط الفريق في مباراة اتليتكو مدريد في الدقيقة 72 ولم تتفهم مقصده ايضا عندما صرح في مدينة مدريد عقب المباراة مباشرة أنه كان يأمل في ألا يتم الاعتماد على ميسي في كل الكرات خلال تلك المباراة.
وبدأ مارتينو يشدد هذه الأيام على عبارته الشهيرة: "يستمرون في انتقادي لمجرد انني لست كتالونيا ولا هولنديا"، وهي العبارة التي قالها في سبتمبر الماضي عندما كان فريقه ينتقل من انتصار لآخر وكانت الصحف تصب انتقاداتها على التفاصيل الصغيرة.
ويثبت فريق برشلونة مرة أخرى في نهاية هذا الموسم أن مارتينو أخطأ في الكثير من المرات في اختيار تشكيل فريقه أو في اعتماده على الهجوم المبالغ فيه عندما تتعقد الأوضاع خلال المباريات أو في اشتباكه المستمر غير الضروري مع وسائل الاعلام بسبب طبيعته العفوية وصراحته التلقائية.
ولكن كل هذا لا يعد مشكلة لأنه يمكن أن يحدث مع أي مدير فني في العالم ولكن المشكلة الكبرى التي يعاني منها برشلونة بالفعل هي وجود الكثير من اللاعبين بين صفوفه ليس لديهم دوافع للعب.
وتعطي المباراتان الأخيريتان اللذان خاضهما برشلونة في الأيام القليلة الماضية، أمام كل من اتليتكو مدريد في إياب دور الثمانية للبطولة وأمام فريق غرناطة في المرحلة الثالثة والثلاثين من الدوري الإسباني، دلالة قوية على صحة التصور القائل بأن الفريق الكتالوني لم يعد يمتلك أي دوافع للفوز، حيث لم يتمكن الفريق طوال 180 دقيقة من أن يحرز أي هدف في أخر مباراتين، لضمان المضي قدما في منافسات بطولة دوري أبطال أوروبا أو لكي يحافظ على حظوظه في المنافسة على لقب بطولة الدوري الإسباني.
ويجب علينا العودة لسجلات لقاءات الفريق عام 2008 حتى يمكن أن نجد هزيمتين متتاليتين دون احراز أهداف من جانب الفريق الكتالوني والتي كانت في بدايات عهد المدير الفني السابق بيب جوارديولا والذي كان دائما في مقدوره أن يحفز لاعبيه من أجل تحقيق الانتصارات والذي قرر الرحيل عن النادي منذ عامين عندما شعر بالهبوط المستمر للاستجابة التي يظهرها لاعبيه تجاهه.
وأصبح الإرتباك والتخبط هو السمة الغالبة على فريق برشلونة في ظل عدم وجود ساندرو روسيل الرئيس السابق للنادي والذي جاء بمارتينو وكان الداعم الأول له والذي رحل بسبب المشاكل التي أحاطت بصفقة اللاعب البرازيلي نيمار، الذي يعتبر اللاعب الوحيد في صفوف الفريق الذي يظهر رغبة جامحة في اللعب والفوز بالمباريات.
ولذلك أصبح مارتينو يشعر بالوحدة وغياب الدعم حتى من أقرب المسؤولين إليه في النادي وهو اندوني زوبيزاريتا الحارس الدولي السابق ومدير الكرة الحالي لنادي برشلونة، والذي يصب كل اهتمامه في هذه الأيام على التخطيط للصفقات الجديدة للنادي.
وبينما تسعى ادارة النادي في الوصول إلى مخرج من العقوبة التي فرضها عليه الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" بحرمانه من إبرام أي صفقات شراء لاعبين جدد لمدة عام يواصل الفريق الأول لكرة القدم طريقه نحو التدهور والتفكك.
وكانت أبرز الحجج والتبريرات التي كان دائما ما يلجأ إليها مارتينو في الأسابيع الأولى لتوليه المسئولية عند حدوث إخفاق لفريقه هي تعرض اللاعبين لضغط عصبي شديد.
وكان مارتينو يلجأ إلى هذا التبرير للدفاع عن مهاجمي فريقه وليس عن لاعبي خط دفاعه الذي كان بالكاد ما يتعرض للضغط والهجوم من قبل المنافسين وليس مثلما يحدث اليوم.
ومن جانبها، أشارت صحيفة "البايس" إلى أن التحجج مرة أخرى بالتعرض للضغط العصبي لن يجدي نفعا لأن لاعبي الفريق يجب أن يكونوا في أعلى مستويات تركيزهم وقدراتهم الجسدية والفنية حتى يتعرضوا للضغط العصبي وهو ما لا يتوافر هذه الأيام في فريق يغلب على جميع لاعبيه عدم التركيز وفقدان الحماس وعدم التمتع بروح المنافسة.
كلمات دلالية :
إسبانيا
رياضة
تحقيق
-قدم-برشلونة